الثورة أون لاين – بيداء قطليش:
مع اتساع حدة مخاطر الموجة الثانية من وباء كورونا الذي يواصل انتشاره ، ويرغم العديد من الدول على إعادة فرض الحجر على ملايين الأشخاص في دول العالم ، دقت منظمة الصحة العالمية مجدداً ناقوس الخطر بعدما تسبب كوفيد – 19 بوفاة أكثر من 1,25 مليون شخص وإصابة 50 مليوناً آخرين عبر العالم منذ ظهور الفيروس في نهاية العام الماضي ، فأكدت على لسان مديرها العام تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن الوباء تجاوز حدود حالة الطوارئ الصحية العادية .
وكالات الأنباء نقلت عن غيبريسوس قوله : “نحن ملتزمون بحماية الناس في حالات الطوارئ الصحية ، لكن وباء (كوفيد – 19) خرج عن إطار حالة الطوارئ” ، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة النظر إلى اللقاح ضد “كوفيد – 19” على أنه “منفعة عالمية عامة ، وليس سلعة خاصة”.
ولفت المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أن الوباء له تأثير سلبي على مكافحة الأمراض الأخرى في العالم ، مثل الحمى الصفراء في الغابون وتوغو ، وحمى الشيكونغونيا في تشاد ، وكذلك الحصبة في المكسيك .
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم أنه قد يتم توزيع لقاح ضد فيروس كورونا المستجد بين السكان الأكثر ضعفاً حتى آذار 2021 ما سيغير جذرياً سير الجائحة .
هذا وقد سجّلت أكثر من 50 مليون إصابة بفيروس كورونا المستجد في كل أنحاء العالم منذ بداية الوباء ، فيما أعلن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إنشاء خلية أزمة خاصة بكوفيد – 19 .
وفي أول خطاب له بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية ألقاه في ويلمينغتون في ولاية ديلاوير ، أكد الديموقراطي جو بايدن أن هذه الخلية ستضمّ علماء وخبراء وستكون مكلفة بوضع “خطّة تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من 20 كانون الثاني 2021” ، يوم تنصيبه .
وتواجه الولايات المتحدة وهي البلد الأكثر تضرراً من الوباء في العالم ارتفاعاً حاداً في عدد الإصابات بالمرض ، مع أعداد قياسية تُسجّل منذ عدة أيام .
وسجّلت البلاد في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة أكثر من 122 ألف إصابة جديدة و991 وفاة ، ما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى 237 ألف وفاة.
وسجلت 50,010,400 إصابة بينها 1,251,980 وفاة في كل أنحاء العالم منذ بداية انتشار الوباء في كانون الأول ، ويمكن تفسير الزيادة في عدد الإصابات جزئياً بارتفاع عدد الفحوص التي تم إجراؤها ، فيما تواجه العديد من البلدان ، خصوصا في أوروبا والولايات المتحدة ، موجة جديدة من تفشي الفيروس .
وقد تم تسجيل أكثر من 12,5 مليون إصابة في أوروبا حيث تسببت القيود المفروضة لمكافحة الموجة الثانية من الوباء بموجات من الغضب .
ففي أوروبا شهدت مدينة لايبزيغ في شرق ألمانيا أعمال عنف بين قوات الأمن ومتظاهرين مناهضين للقيود المفروضة لاحتواء تفشي الوباء ، في وقت أمرت الشرطة بفضّ التجمّع .
وفي مدريد تظاهر المئات من مؤيدي نظرية المؤامرة والناشطين المناهضين للقاحات ضد “ديكتاتورية” وباء كوفيد-19 والقيود التي تفرضها السلطات الإسبانية لمحاولة احتواء الوباء .
ورغم أن تدابير العزل المفروضة في أوروبا حالياً لاحتواء الموجة الثانية من الإصابات هي أقل صرامة من تلك التي كانت مفروضة الربيع الماضي ، فإنها أقل قبولاً من جانب السكان ، واستبعدت فرنسا مرة جديدة الأحد احتمال فرض حجر على المسنين .
لكن وزير الصحة أوليفييه فيران رأى أن هناك “تباطؤاً” في تطور الوباء ، معتبراً في الوقت نفسه أنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات بشأن فعالية إعادة فرض القيود .
وفي سويسرا حشد الجيش جنود الاحتياط الأحد لمحاولة التعامل مع الموجة الثانية من تفشي الفيروس في المستشفيات ، فيما انضمت البرتغال إلى قائمة الدول التي تفرض حظر تجوّل لاحتواء الفيروس ، وفق ما أعلن رئيس الوزراء أنطونيو كوستا .
وفرضت اليونان السبت عزلاً ثانياً حاذيةً حذو فرنسا وإنكلترا وإيرلندا ومناطق في إيطاليا .
وفي الهند من المرجح أن يؤدي التلوث المخيف هذا العام إلى مضاعفة آثار فيروس كورونا ، وفقاً للمتخصصين في أمراض الرئة في نيودلهي .
على الصعيد العلمي ، أثيرت مخاوف بعد اكتشاف إصابة 12 شخصاً بنسخة محوّرة من “سارس-كوف-2” يمكن أن تنتقل إلى الإنسان ، مرتبطة بمزارع تربي حيوانات المنك في الدنمارك ، وعلى سبيل الاحتياط أعلنت المملكة المتحدة السبت إغلاق حدودها أمام المسافرين القادمين من هذا البلد .
ويقول العلماء إن تحور الفيروس أمر شائع وغالباً ما يكون غير مضرّ ، لكن هذه السلالة التي أطلقت عليها تسمية “البؤرة 5” ، لا تثبطها الأجسام المضادة بالدرجة نفسها كالفيروس العادي ، وهو ما تخشى السلطات أن يهدد فعالية اللقاحات التي يتم تطويرها في أنحاء العالم .
وأفادت ست دول – بينها الدنمارك والولايات المتحدة – عن رصد حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد مرتبطة بمزارع تربي حيوانات المنك لفروها ، حسبما أعلنت منظمة الصحة العالمية .
وأعلنت الدانمارك بأنه سيتم التخلص من كافة هذه الحيوانات على أراضيها والمقدر عددها ما بين 15 و17 مليونا