المنظمات الدولية.. تبعية لأميركا وخضوع لإملاءاتها في قضية اللاجئين السوريين

الثورة أون لاين – ريم صالح:
لا يبدو أن الضمير الأممي سيصحو وينهض من غيبوبته المفروضة عليه أمريكياً ويتعامل مع قضية اللاجئين السوريين بإنصاف وبعيداً عن إملاءات واشنطن، ولا يبدو أنه سيستفيق من سباته المطبق ليعيد الموازين إلى نصابها الصحيح.
والسؤال هو أليس إرساء الأمان والسلام وضمان الحياة الحرة الكريمة هي من واجبات الأمم المتحدة البحتة؟ أوليس دحر الإرهاب وتجفيف منابعه، ورفض الاحتلال، ومعاقبة كل من تسول له نفسه دولة كانت أم نظاماً أم كياناً مارقاً دعم الإرهاب – الذي هو سبب رئيسي لتهجير السوريين – من مسؤولية الأمم المتحدة ومنظماتها والعمل على رفض جعل السوريين مجرد رقم على لوائح الاستثمار السياسي، وورقة للابتزاز والمساومة بيد الأنظمة الداعمة للإرهاب ضد وطنهم في مزادات الاتجار الإنساني، أوليس ذلك من صلب اختصاص هذه المنظمة الأممية؟!.
ماذا قدمت الأمم المتحدة وهيئاتها الدولية للسوريين من بداية الأزمة والحرب الكونية عليهم؟! ونقصد هنا ماذا قدمت لمصلحتهم طبعاً، وماذا فعلت لإنهاء هذا الإرهاب الذي يواجهونه، والذي جعلهم أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما الموت على أيدي غيلان الإرهاب الأمريكي والتركي والصهيوني والوهابي المتصهين من “داعش والنصرة” ومشتقاتهما، وإما التهجير القسري للحفاظ على حياتهم وحياة أطفالهم؟!.
الجواب بسيط جداً، ولا يحتاج إلى مراجعة وثائق وكتب ومؤلفات، فالأمم المتحدة تقاعست عن دورها، وفي أحيان كثيرة كانت متواطئة ضد السوريين بحكم ارتهانها لحكومات الغرب الاستعماري، ومن خلال التجارب السابقة خلال الحرب الإرهابية على سورية، اكتفت تلك المنظمة الأممية بموقف المتفرج في أعلى تقدير، وكأن ما يجري على التراب السوري، ويستهدف السوريين في لقمة عيشهم، وفي بناهم التحتية، من عدوان أمريكي، واستهداف تركي وصهيوني وغربي، وإرهاب ممنهج، بينما المؤكد لنا جميعاً أن هناك لوائح وتشريعات تجرم كل من يتعمد ترهيب وترويع الآمنين، وتهجيرهم من بيوتهم وأوطانهم، وكل من يستغلهم ويساومهم برزقهم وقوت أطفالهم ودوائهم وكل مستلزمات معيشتهم، ولكن هذه المنظمة الأممية لم تلتزم بأي حرف مما جاء في مواثيقها فيما يتعلق بنصرة السوريين ورفع العدوان والحصار عنهم.
ولكن إذا ما تأملنا بعين المحلل المتابع لوجدنا أن الأمم المتحدة ومنظماتها الدولية، ما هي إلا مجرد أداة، أو تابع، يحركها نظام الإرهاب والبلطجة الأمريكي كيفما شاء، بل هي قد تحولت بشكل أو بآخر إلى الناطق الرسمي بلسانه، تأتمر بإيعازاته وتنفذ ما يريد، تصحو وتتحرك عبر مجلس الأمن وما يسمى الفصل السابع، فقط عندما يأمرها الأمريكي بذلك، أما في باقي الملفات والقضايا المصيرية فهي دائماً في سبات تام.
جلسات كثيرة واجتماعات أممية كان عنوانها المزعوم إنهاء معاناة السوريين وتسوية الأزمة عبر المسارات السياسية السلمية، ولكن كل هذه اللقاءات لم يكن لها أي محل من الإعراب الميداني، لأن الشيطان دائماً كان يكمن في دهاليز الأمريكي ومن معه من أنظمة استعمارية اعتادت إبادة الشعوب ونهب ثرواتها.
وأيضاً يمكننا الجزم أن الأمم المتحدة لم تسع يوماً بشكل جدي لإيجاد حل يحقن دماء السوريين، وينهي الإرهاب على أراضيهم، لأنها ببساطة لم تبحث في جذور الأزمة ومسبباتها، بل اكتفت بما يمليه عليها سيدها القابع في المكتب البيضاوي.
ألا تعي الأمم المتحدة حقاً من يقف وراء معاناة السوريين في الداخل والخارج على حد سواء، ألا تدرك أن الولايات المتحدة هي من يدعم الإرهابيين وتستخدمهم كأداة لابتزاز الحكومة السورية في أي مفاوضات مرتقبة على الطاولة الدبلوماسية.
على الأمم المتحدة أن تنهض بمسؤولياتها تجاه السوريين، وأن تخرج من ظل الأمريكي وتلتزم بميثاقها لا أكثر ولا أقل، وإلا عليها باختصار أن تغير اسمها من منظمة الأمم المتحدة إلى منظمة القوى الظلامية، وأن تغير مبادئها لتتناسب وطبيعة أعمالها فبدلاً من إرساء السلم والأمان تجعل بندها الأول دعم دول الاستعمار في أجنداتها العدوانية، وجعل الإرهاب ودعمه بوصلتها الجوهرية.

آخر الأخبار
رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة