الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
تغرق أنقرة في مستنقع أوهامها وخططها التوسعية في ظل تنامي الوهم العثماني للإخواني أردوغان صاحب الباع الطويل في الاستفزازات والاعتداءات المتكررة على الدول الأخرى ، لاسيما دول الجوار والتدخل في شؤونها الداخلية والسعي لما يخدم مشاريعه الوهمية تلك .
مطلب قديم جديد يحمله اليوم رئيس النظام التركي خلال رحلته إلى قبرص الشمالية ، ينطوي على مزيد من أفكار التقسيم للجزيرة القبرصية ، ويرفع من خلاله وتيرة الاستفزازات مع دول الجوار ، بما يخدم أجنداته العثمانية التي يرتئيها في كل عمل تخريبي فوضوي ، من خلال قلب الأدوار بين الضحية والجلاد ، والتي تعد أحد أهم سمات أردوغان .
” فحل الدولتين ” في الجزيرة القبرصية على أساس ” المساواة ” التي يدعيها أردوغان ، كانت أولى خطاباته العنصرية في جمهورية شمال قبرص التي لا تعترف بها أي دولة في العالم باستثناء تركيا .. وكانت أيضاً مثال حي على مزاعم أطلقها عما أسماه تجاهل القبارصة الأتراك ، واغتصاب حقوقهم لسنوات طويلة ، وهم الضحية الوحيدة للأزمة القبرصية ، بحسب زعمه .
لم تكن همومه الكاذبة تنحصر ضمن الأطر الذي حاول رسمها في مخيلة المتلقي من خلال خطاباته المفبركة تلك .. فأردوغان توجه إلى شمال قبرص وقضية شرقي المتوسط على رأس أجنداته ، كيف لا وهو الطامع والساعي للحصول على ثروات الدول من نفط ومدخرات .
فالنموذج السوري والليبي والعراقي والأرمني واليوم اليوناني والقبرصي لاسيما في قضية شرق المتوسط كلها أمثلة واضحة على تلك الأوهام التي يلهث وراءها لسرقة النفط ومقدرات الشعوب .
خطوة أردوغان تلك إلى مدينة فاروشا وتحديداً إلى منتجع ساحلي متنازع عليه في الجزيرة اعتبرتها قبرص استفزازاً غير مسبوق ، وكانت محط إدانة من قبلها ومن قبل اليونان ، حيث اعتبر كلا البلدين الزيارة بأنها تقويض لجهود الأمين العام للأمم المتحدة للدعوة إلى حوار خماسي غير رسمي بين القبارصة اليونانيين والأتراك ، وأثينا وأنقرة ، ولندن القوة الاستعمارية السابقة في الجزيرة .
وتعد الزيارة التي تأتي عقب بضعة أسابيع من دعم أردوغان لحليفه القومي إرسين تتار للفوز بالانتخابات الرئاسية في شمال قبرص ، موجعةً للقبارصة اليونانيين الذين يمثلون أغلبية سكان الجزيرة والذين لم يتنازلوا قطّ عن مطلبهم بالسماح بعودة المهجرين من مدينة فاروشا إلى ديارهم .
ونادى مئات من القبارصة الأتراك بشعارات من قبيل ” لا تَدَخُّل ” و” الحرية للجميع ” ، خلال احتجاج على زيارة أردوغان ، الثلاثاء في شمال العاصمة المقسّمة نيقوسيا