الثورة أون لاين – دينا الحمد:
في ظل الحركة التصحيحية المجيدة، التي تحل ذكراها اليوم، نستذكر الكثير من معانيها العظيمة ودروسها الكبيرة، فقد شكلت هذه الحركة، التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد عام 1970، نقطة تحول تاريخي واستراتيجي في تاريخ سورية الحديث والمعاصر.
ومثل هذا الكلام تؤكده الحقائق والأرقام، والشواهد والصور، والوقائع على مختلف الأصعدة، السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية، فقد شهدت سورية في ظل التصحيح المجيد تحولات كبيرة وإنجازات هائلة في مختلف هذه الأصعدة غيرت وجهها من حال إلى حال.
في المحور السياسي أصبح لسورية بفضل التصحيح وحكمة قائدة المؤسس دور إقليمي ودولي متميز، وبات حضور دمشق الفاعل على الساحتين الإقليمية والدولية علامة فارقة على مدى عقود من الزمن، وباتت سورية رقماً صعباً في المعادلتين الإقليمية والدولية، فعلى صعيد علاقات سورية بالدول العربية اتبعت دمشق في ظل التصحيح المجيد نهجاً وحدوياً متميزاً، فسارعت إلى الانضمام إلى اتحاد الجمهوريات العربية، وعملت على تفعيله وتطويره، كما عملت دون كلل أو ملل من أجل تصحيح العلاقات مع وبين الدول العربية، وعلى تحقيق التضامن العربي، هذا التضامن الذي برز واضحاً في حرب تشرين التحريرية المجيدة عام 1973 التي حطمت أسطورة تفوق الجيش الصهيوني وحققت أول انتصار عربي على العدو الإسرائيلي منذ تأسيس هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين العربية.
وما إن انتهت تلك الحرب المظفرة حتى قدمت سورية الدعم الكبير لقضية فلسطين مادياً ومعنوياً، كما ساعدت لبنان على تجاوز مؤامرة تقسيمه إلى دويلات طائفية، كما عملت على دعم المقاومة الوطنية اللبنانية ما مكنها من دحر إسرائيل من الجنوب اللبناني.
ومتنت سورية علاقاتها في المحور الدولي مع مختلف دول العالم المحبة للسلام وطورتها مع دول العالم على ضوء مواقف هذه الدول من القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين، ودعت إلى اتباع أسلوب الحوار في حلّ النزاعات الإقليمية والدولية بعيداً عن الاملاءات ولغة الحروب والغطرسة واستخدام القوة، وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق ودول ما كان يسمى بالمعسكر الاشتراكي، استطاعت سورية الثبات على مواقفها والمحافظة على استقلال قرارها الوطني، في الوقت الذي انهارت فيه عدة دول وتدهورت أحوالها أمام تلك المتغيرات العاصفة، فتصدعت، أو باتت تخضع لسياسات أميركا وحلف الناتو والمعسكر الغربي الاستعماري.
كان هدف القائد المؤسس حافظ الأسد الأول هو بناء سورية الحديثة وبناء مؤسساتها وبناء الإنسان بناء سليماً يسهم في تطور بلده وتقدمه، ومنذ اليوم الأول للتصحيح عام 1970 وحتى يومنا لم تتوقف المؤامرات ضد سورية لمنع تقدمها وبنائها خدمة للمشروع الإسرائيلي الاستيطاني العنصري في المنطقة، وما جرى خلال السنوات العشر الماضية من مؤامرة غربية لتدمير سورية واستمرار الحرب العدوانية عليها حتى يومنا وتشديد الحصار الغربي وما يسمى إرهاب (قيصر) خير شاهد على ما نقول، فقد كان الهدف الأميركي والصهيوني وأدواتهما في المنطقة من نظام تركي ومحميات خليجية ومرتزقة إرهابيين هو تدمير سورية وإخراجها من معادلة الصراع العربي الصهيوني، لكن ثبات السوريين وصمودهم وانتصارات جيشهم الباسل وحكمة السيد الرئيس بشار الأسد وسياسته الثاقبة كانت لهم بالمرصاد فدحروا الإرهاب من مختلف أراضيهم، وها هم يتابعون نضالهم حتى تحريرها كاملة من الغزو والاحتلال والإرهاب.