الثورة أون لاين- ناصر منذر:
ترك السيد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين الذي وافته المنية فجر هذا اليوم إرثاً سياسياً ودبلوماسياً بارزاً استمد مرتكزاته من النهج الوطني الصرف، فكان لإسهاماته الكبيرة على الصعيدين الإقليمي والدولي دور كبير في توضيح موقف سورية إزاء العديد من القضايا الوطنية والدولية، وعرى بمواقفه كل السياسات الأميركية والغربية القائمة على تزييف الحقائق، فتحدث في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من منبر دولي عن خطورة الإرهاب الذي يستهدف سورية، بدعم من الولايات المتحدة ومن يدور في فلكها في من دول أوروبية وعربية.
لقد سبق للسيد المعلم وغير مرة أن حذر العالم بأن هذا الإرهاب لن يبقى داخل حدود سورية لأنه لا حدود له، لأن الفكر المتطرف لا يعرف سوى نفسه ولا يعترف إلا بالذبح والقتل والتنكيل، وذكر بما يقوم به تنظيم داعش التنظيم الأخطر في العالم على الإطلاق من حيث التمويل والوحشية، وكل ذلك أمام أعين العالم وتحت نظر الدول التي طالما قالت بأنها تحارب الإرهاب بل إن بعضها قد ذاق ويلاته بنفسه.
وفي قراءاته الموضوعية، ومقارباته الصحيحة، ومن موقعه السياسي والدبلوماسي، لطاما أكد المعلم أن مكافحة الإرهاب لا تتم عبر القرارات الدولية غير المنفذة، إنما تتم بتطبيق القرارات فعلاً، وتوحيد الجهود الدولية لمكافحة هذه الظاهرة، وأن الأهم أيضاً هو وقف الدول التي تسلح وتدعم وتدرب وتمول وتهرب هذه الجماعات الإرهابية، وشدد في أكثر من مناسبة على ضرورة تجفيف منابع الإرهاب لوقف تمدده في العالم، وقال في هذا الصدد: إن تنظيم داعش وغيره كجبهة النصرة وبقية أذرع القاعدة لن يتوقف عند حدود سورية والعراق بل سيمتد إلى كل بقعة يمكن له أن يصل إليها ابتداءً من أوربا وأميركا.
وكانت مواقف المعلم تجاه الإشارة الواضحة والصريحة للدول الداعمة للإرهاب نابعة من تجربته السياسية الممتدة لسنوات طويلة من عمر عمله السياسي والدبلوماسي، فكان صائباً بوضع النقاط على الحروف عندما عرى أكثر من مرة الدول الداعمة للإرهاب، وقال في السياق: إن ما رأيناه من الإدارة الأميركية من ازدواجية للمعايير وتحالفات لتحقيق أجندات سياسية خاصة من خلال تقديم دعم بالسلاح والمال والتدريب لمجموعات يسمونها معتدلة، إنما يشكل وصفة لزيادة العنف والإرهاب وسفك دماء السوريين وإطالة أمد الأزمة السورية، ونسف الحل السياسي من جذوره، وأرضاً خصبة لتنامي هذه المجموعات الإرهابية التي ترتكب أبشع الجرائم على الأرض السورية ما يتطلب منا جميعاً جدية في التصدي لهذا الإرهاب والقضاء عليه قولاً وفعلاً ليعود الأمن والاستقرار لسورية والمنطقة.
وكان المعلم الصوت الحقيقي للجمهورية العربية السورية في المحافل الدولية، وأعلن أكثر من مرة أن سورية مع أي جهد دولي يصبّ في محاربة ومكافحة الإرهاب، وأن ذلك يجب أن يتم مع الحفاظ الكامل على حياة المدنيين الأبرياء، وتحت السيادة الوطنية ووفقاً للمواثيق الدولية.