يبدو العنوان وهو فرصة ضائعة، كأنه يعبر عن فرصة لتحقيق شيء ما، تحتاجه أو يحتاجه مواطنة أو مواطن، وهو كذلك إذا كانت تلك الفرصة في بيئة داعمة لها، حتى لو كانت أفكاراً وليست مواد ملموسة، والمقصود هنا وعي بوجود هذه الفرصة أصلاً، ولكي لا أطيل، الفرصة الضائعة هنا هي بند في قانون الأحوال الشخصية متعلق بكتابة عقد الزواج ويسمح للزوجة بكتابة أي شرط تريده ولا أحد يمنعها، ولكن عدم المعرفة بوجود هذا البند يحرم الكثيرات من كتابة شروط تكون حماية مستقبلية لهن وخاصة في حالة زواج صغيرات السن، فيمكن عند كتابة العقد اشتراط إكمال الدراسة الجامعية، واشتراط العمل، والممتلكات التي أحضرتها من مالها لبيت الزوجية، وشؤون الأبناء وغيرها الكثير مما قد تخسره أو يخسره الأزواج في حال الخلاف والطلاق، وينعكس سلباً على حياتهما وحياة أبنائهما في حال الانفصال.
استطاع أحد الآباء قبل سنوات منع سفر ابنته مع زوجها، لأنه اشترط في عقد زواجهما أن تكمل دراستها الجامعية، ولجأ إلى هذا البند في العقد ليلزم الزوج بالسماح لزوجته بالدراسة، عندما أراد السفر وهي لم تكمل العشرين من عمرها، وأراد الأب الشهادة الجامعية كأحد ضمانات مستقبل ابنته.
هذا مثال واحد على الاستفادة من بند قانوني، لكن هناك مئات وربما آلاف غير مطّلعين حتى على بنود القانون، فكيف الاستفادة منها؟.
إن الاهتمام ببناء أسرة متماسكة لها دورها في بناء المجتمع، يتمتع أفرادها بإيجابيات المواطنة، يتطلب العمل على نشر المعرفة بالفرص القائمة، سواء قانونية أم غيرها، والتوعية بأهمية اللجوء إليها لحماية حياة كريمة وعادلة للنساء والرجال تتحقق فيها المساواة أمام القانون وفي القانون.
عين المجتمع -لينا ديوب