قد تعجز في كثير من الأحيان عن فهم أو استيعاب بعض القرارات و الإجراءات التي تترك مفارقات غريبة تصل إلى مرحلة الاستنكار خاصة تلك المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمعيشة المواطن و أحواله..
أهو عجز حقيقي ؟ أم قصور بالرؤية و النظر؟؟!!
فمع قدوم فصل الشتاء يكون هم المواطن و الحكومة تأمين مادة المازوت للتدفئة ….
المواطن هدفه تأمين شتاء دافئ لأولاده …و الحكومة هدفها تأمين هذه المادة رغم الحصار الجائر المفروض من قبل رعاة الإرهاب العالمي ….
الجهات المعنية و الرقابية بدأت بتوزيع مستحقات المواطنين من مادة المازوت …الغريب أن هذه الجهات حددت الكمية الأولى بـ 100 ليتر على أمل توزيع المئة الثانية خلال الفترة القادمة.
السؤال هنا والمؤرق للمواطن : ماذا تفعل أو تشكل هذه المئة ليتر مازوت من حاجة المواطن خاصة في الريف الجبلي البارد …؟!!.
المفارقة المحزنة فعلاً أن هذه الجهات حددت حصة المواطن الريفي البارد بـ 200 ليتر بينما حددتها بالمدينة بـ 400 ليتر !!!.
إذاً هو اعتراف ضمني صريح أو مبادرة حسنة النية للسماح لهذا المواطن بتأمين أموره عبر جرم الأشجار و الغابات !!.
المفارقة الأخرى و الأكثر غرابة تفاوت أسعار الخضار و الفواكه بين مدينة و أخرى …مثلاً البرتقال المنتج بالساحل يباع بسعر أعلى من مدينة دمشق علماً أن هناك أعباء تضاف إلى التكاليف أهمها النقل و أجوره المرتفعة !!!!.
ما تفسير ذلك …؟ طبعاً هناك أمثلة كثيرة لا مجال لسردها بهذه العجالة.. إلا أن الوضع يحتاج إلى دقة أكثر باتخاذ القرارات و مراقبة أحوال الناس المعيشية و التي باتت التحدي الأول للحكومة و منغصات يومية للمواطن الذي يئن تحت ضربات موجعة أبطالها تجار حروب وأزمات و قصور في القرارات و الرقابة !!!.
على الملأ -شعبان أحمد