الثورة أون ﻻين-آنا عزيز الخضر:
واقع مثقل بالهموم، أعباء فوق طاقة البشر، معضﻻت جسام، تبدأ وﻻتنتهي، تفقد الفرد امكانية التأقلم مع الحياة ، مشاكل مادية واجتماعية ونفسية حاضرة أينما اتجه ذلك الإنسان، رغم ذلك يأبى الإستكانة، لكن ماذا لو عادت كل تلك الإشكاﻻت وصدمته من جديد، لتبدو الحالة كأنها صراع أبدي لن ينتهي، يتكرر على مدى الأيام وتتاليها، ﻻهي تنتهي، وﻻ ذلك الانسان يستسلم .. هل هو قدره أن يبقى مستلبا، وهناك من يستفيد من استعباده، لأن الحاله تتكرر وتعاد، في كل زمان ومكان.. هناك من يحاول استغﻻل جهد هذا الانسان ويسرق تعبه دوما..هذه المعادلة جسدها الفيلم السوري القصير (نرجال) من تأليف واخراج (عيسى عمران)
والفيلم هو انتاج خاص،
ل مجموعة b_art cinema
وقد دعي الفيلم مؤخرا، ليكون ضمن الأفﻻم،التي دعيت لمهرجان (العودة السينمائي )..
حول الفيلم وعوالمه وأسلوبه وأبعاده، تحدث (عيسى عمران) وهو القادم من عالم الهندسة الى عالم السينما، وفيلم (نرجال ) هو الرقم 16للمخرج عيسى عمران فقال:
فيلم( نرجال ) هو الفيلم ١٦ لي. وهو فيلم سريالي. صامت ملون. من بطولة (بلال حيدر) بدور نرجال و (متيم الناصر) بدور عامة الشعب. و نرجال هو اله الموت والشر في ديانات بلاد ما بين النهرين، رمزت به لمنظومة سائدة، تحاول السيطرة على العالم و قهر كافة الشعوب، وقد حاولت الاضاءة على مسألة كيف سيكون المستقبل في ظل هذه الظروف، ودائما اهتم بهذا الجانب عبر افلامي من منظور رؤيا استشرافية للواقع السياسي والاجتماعي المعاش، وهذه آليات أستنير بها منذ بدأت بصنع الافلام القصيرة تأليفا وإخراجا منذ عام ٢٠١٧، فجميعها تحمل رسائل توعوية و انسانية، انطلاقا من أهمية السينما وخاصة الفيلم القصير في عصر وسائل التواصل الاجتماعي للوصول لأكبر شريحة مجتمعية. حاولت العمل والاخذ على عاتقي هذه الرسالة على الدوام. تكمن أهمية فيلم (نرجال) في كونه صنع بالكامل بأيدي شباب سوري عاشق للفن، حيث وضع الموسيقى التصويرية (وسيم جلول)، ورسم اللوحة التي تكمل رسالة الفيلم الفنان التشكيلي (رامي درويش)، وهي ذاتها لوحة البوستر بعنوان (نرجال)، قدم فيها الفنان رامي تصوره المشترك مع رؤيتي الفنية، فأبدع في إظهار الرموز بالتفاصيل الدقيقة. مثلما اغنت موسيقى الأستاذ وسيم جلول الفيلم بالتشويق و التوتر المطلوب. بذلك نكون قد استخدمنا في الفيلم ثلاثا من الفنون الأساسية السبعة ،وهي الموسيقى والرسم والسينما آخر الفنون..
اما بالنسبة للمشاركة في مهرجان العودة، وجهت الينا دعوة للمشاركة من قبل المخرج سعود مهنا مدير المهرجان،ولبينا الدعوة بكل سرور. اسوة بغيرنا من المخرجين، ونأمل نيل جائزة من الجوائز.
وﻻبد من الاشارة الى أنني بدأت تصوير الفيلم قبل أزمة الكورونا العالمية،
استغرق انجازه مني ١٠ شهور. مع أنه أربع دقايق و ٥٥ ثانية،لكنه يحمل تلخيصا دقيقا للكثير من الحقائق ، خصوصا أنه يتحدث عن وحش الغلاء، ومشاكل تلاحق المواطن العادي، وتخنقه أكثر فأكثر في كل يوم، حتى أنه تتكرر المحاولة مع مطلع كل شمس، إذ يحمل الفيلم مقولة:اذا كنت تعتقد ان كل شي قد انتهى، فكر مجددا. انها فقط البداية لمزيد من الحذر والدعوة والتنبيه الى ضرورة التخلص من هكذا واقع،
وهي مقولة تصلح في كل زمان ومكان.