الثورة أون لاين _ فؤاد مسعد:
تحدى ذاته عبر أعمال لامست أوجاع الناس وقضاياهم ، آمالهم وآلامهم ، فعلى صعيد الإخراج قدم مشهدية بصرية ترقى بذائقة المتلقي دون أن تتعالى عليه ، أما على صعيد التمثيل فطوّع الكثير من الشخصيات متنوعة المشارب والصعبة ليؤديها بإحساس عالٍ تاركاً من خلالها بصمته الخاصة ، إنه المبدع عارف الطويل الذي حقق حضوراً مميزاً في فيلم (لآخر العمر) إخراج باسل الخطيب وتأليف سامر محمد إسماعيل وإنتاج مديرية الإنتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.. وهو الفيلم الذي انتهت عمليات تصويره يوم أمس .
حول مشاركته في الفيلم يؤكد الفنان عارف الطويل أن تجربته فيه انطلقت من قناعته أنه يُقدم صورة من صور الحرب التي طالت مختلف نواحي الحياة في سورية ، منوهاً أنه لتقديم الحرب في الفن بشكل عام والدراما بشكل خاص فإننا بحاجة إلى عدد كبير من الأفلام والمسلسلات ولوحات الفن التشكيلي لتغطية مختلف جوانبها ، ورأى أن من واجبنا إنجاز مثل هذه الأفلام لأنها تشكل في أحد أوجهها أرشيفاً تراه الأجيال القادمة . وعن دوره فيه يقول : الفيلم مأخوذ عن قصة واقعية وهو صورة إنسانية عن فريق إعلامي يتبع لوزارة الإعلام رافق الجيش لتغطية الحقائق بشكل ميداني ، وحضوري فيه ضيف شرف حيث أجسد شخصية العميد الذي تمت عملية الخطف ضمن قطاعه ، وبعد إخفاق كل المحاولات الدبلوماسية والتواصل مع الخاطفين عن طريق المنظمات الدولية ، يتم إقرار الخطة البديلة وهي تحرير الرهائن بالقوة العسكرية ، فيذهب العميد على رأس القوة تسعى إلى تحريرهم ويُصاب في المعركة .
وفي الإشارة إلى أهمية إنجاز أعمال تظهر بطولات الجيش العربي السوري يعود في حديثه إلى الحربين العالميتين الأولى والثاني مشيراً إلى أنه حتى اليوم يتم إنجاز أعمال عنهما وعما رافقهما من أهوال والمدن التي نُكبت وعادت وخُلقت من تحت الرماد ، وبالتالي القصص لا تنضب والعِبر لا تنتهي ، ورأى أن الدراما السورية إلى الآن لم تبدأ الحديث عن أهوال الحرب التي شُنّت على سورية فما قُدِم هو غيض من فيض ، وعلينا أن نبقى على تماس مع ما حصل ونحوّله إلى سيناريو أو لوحة فنية أو قطعة موسيقية وإن بعد سنوات لأنه محطة هامة جداً ، مشدداً على فكرة التنوع فيما يتم إنتاجه ، أي أن يكون هناك مسلسل يخاطب هذه المرحلة وينهل منها إلى جانب أعمال أخرى كوميدية واجتماعية ..
ويشير الفنان عارف الطويل إلى الشروط الواجب توافرها في العمل الدرامي ليلامس هذه المرحلة على المستوى الفني والفكري ، يقول : (الشرط الأول والأهم ألا يكون النص خطابياً ، وعلينا أن نتجه فنياً نحو الحكايات الانسانية التي تُقدم بلغة تفصيلية ، تدخل لعمق الحياة وتحكي الواقع بمفرداته خلال الحرب لنشعر بالتفاصيل التي جعلت الإنسان السوري يتمسك ببلده التي نشأ بها . وأسوق هنا مثالاً هو مسلسل “روزنا” الذي قمت بإخراجه حيث رصدنا حياة أسرة حلبية ، ومن خلال تفاصيل الحرب سلطنا الضوء على حياة أفراد أسرة وعلى رأسها الأب الذي كان من أصحاب الأموال وفجأة أصبح على الأرض مما اضطره للعمل بأي مهنة ليسد كفاف يومه ، وبرأيي أن مثل هذا المسلسل يمكنه إلقاء الضوء على هذه المرحلة أكثر من مسلسلات تقدم شعارات فقط ، فالأبقى تقديم الحالة الإنسانية والذهاب نحو التفاصيل) . وعن جديده المُنتظر يشير إلى أن هناك مسلسلاً كوميدياً بإخراجه في عُمان وسيعرض في شهر رمضان القادم ، والعمل يشبه في الشكل مسلسل (مرايا) فتطرح كل حلقة منه حكاية مختلفة ويقوم بكتابته مجموعة كتاب ، منهم الكاتب السوري نور الدين الهاشمي . ويشير إلى أن العديد من الدول التي قدمت أعمالاً تشبه (مرايا) حتى أنه قدم في الإمارات العربية مسلسلاً يشبهه من ثمانية أجزاء وعلى مدى ثماني سنوات ولقي رواجاً كبيراً هناك.