ثورة أون لاين : للدم أعراسه، ألوانه، دفقه، له كل هذا الكون من بدء الوجود الأول إلى أن يزول بيد الإنسان الغادر الذي جعل الدم أذلاً موجوداً… أعراس الدم من بدء أن كان الشر تزهر، وتثمر، وحده الشر الذي صنعه الإنسان وجعله رايته يبدو الحقيقة الواحدة…
تابعوا حروب العالم من فجر التاريخ إلى يومنا هذا هل تجدون إلا قوة طاغية هويتها الشر وغايتها نشره هي التي فجرت هذه الأعراس..
عناوين تجتاح كل محطات الأخبار… سورية.. الغوطة… كيماوي، الولايات المتحدة ترغي وتزبد، إسرائيل تعربد، راعي الإبل وناكحو الجمال في الربع الخالي فرحون، السلطان التائه يغرد بوحشيته سنشارك سنحارب… سندمر.. وحفيد الإنكليز في عرش ابن أبيه يتآمر..
يجمع زعران العالم وغلمانه… ويعلن أنه بريء .. اليوم مغامرته الكبرى..، جاره، أخوه، أهلوه، من آووه وأنقذوه من ظمأ وجوع من سغب وتعب… صار عدواً… أعراب الردة أتوا بزناة الليل كلهم إلى جحور نسائهم ومارسوا العهر كله جهاراً نهاراً و ليلاً، صباحاً، والغاية أن يقوى الشبق وتتحول الثيران لتدمر بساتين المشمش واللوز وحدائق النور وموطن الحضارة…
أعراس الدم، أجراس الموت القادم إلى الشرق لا تخيفنا أبداً، فالكأس سيذاق اليوم أو غداً، أو بعده، فالبشر محتومون، مقمطون بنواميس الولادة والرحيل… لكن الألم والأكثر فجائعية أن تجد من كان أو من كنت تظنه أخاً عربياً، جعت ليشبع وعريت ليلبس، وبردت ليدفأ، عطشت ليرتوي.. مت ليعيش هذا الذي يقدمك رخيصاً على مذبح الآخر… لا يريدك أبداً، ومهما نذرت له من عطاء، دمك ليس دمه، عقلك ليس عقله، وجعك ليس وجعه، الآن اكتشف أنك لست أخاً له، اكتشف أنه لا يريدك.. كيف يريدك وأنت حر سيد وهو عبد مأمور، كيف يريدك وأنت صانع نور وحضارة، وهو شارب خمر وسكير وعربيد وكيف يريدك وأنت من قاتل من أجل قضاياه وحياته، وهو يريد أن يبيع ويشتري.
كيف يراك أخاً وأنت توفر لشعبك الماء والكهرباء والطعام والمدارس والجامعات والمشافي وتعلن أنك سيد حر وأن قرارك عربي أصيل..، وهو يوزع مقدرات شعبه على ملاهي باريس وروما ونوادي لندن وأقبية العالم السفلي، يحمل حقائب المال لينقذ حدائق الحيوانات في عالم الضباب..!!
وكيف يريدك وأنت تصون تراث أمتك، تبني المراكز الثقافية والمكتبات وتشجع البحث العلمي وتنشر عبق التراث العربي الأصيل وهو يريد أن يقتني الملابس الداخلية المستعملة لشهيرات العهر في الغرب… هل كانت مزحة تلك الأهزوجة التي أطلقها ثري خليجي حيث رحلت إحداهن وترددت الأهزوجة في كل حدب وصوب في سرية وكتمان ألم يقل في بعضها ( ماتت ديانا بالدمع غرقانه) يفنى النفط يفنى الكون بس ترجع ديانا، ينبغي من… عطر لحانا حماهم التي يريدون عطراً لها من … حصلت على ما تريد لكن ليس من… بل كلاب وقطط أنقذوها بأموال شعوبهم المقهورة كيف يريدك هذا الحلف أخاً، وقد صار يعرف كيف يأكل ويغسل يديه، ويعرف كيف يمسك سيفاً ويراقص سيد البيت الأبيض/بوش/ أرأيتموه حين كان في حقله الدبكة السعودية وهؤلاء اللذين يمسكون بيديه ويظنون أنهم هم سادة البيت الأسود لا هو… ألا يعرفون أنهم خير المطايا، وأذل من يستعمل..
أعراس الدم أزهرت، أثمرت، كان دمنا من أجل فلسطين ولبنان والكويت وكل بقعة جغرافية على امتداد الوطن العربي… وعرسها الأنقى والأرقى هنا على ساحة الوطن أزهر اللوز والجوز والياسمين وشمخ السنديان، هنا الملايين ترى ما يحاك ضدها، تقرأ، تتابع، تستعد، هنا أبطال وهبوا الروح لهذا الوطن وفي الطريق إلى النصر ستكون أعراس الدم طريق النور القادم.
أعراس دمنا ليست حقول شوك، ولا براميل نفط واسطوانات غاز، ولا سيارات خليجية فاخرة، ولا مصالحة عربية بتبويس اللحي والشوارب حين تنتهي الأمور.. لا نريد أن نرى قتلة الأنبياء وأحفاد أبي لهب وجهل مسليمة هنا… ولا تقل لي شعوب عربية ولا علاقات أخوة وصداقة، نذرنا لهم الدم والمال وكل شيء وها هم عراة، عراة، نعرف أنهم لا يحسنون حتى ستر عوراتهم، لكننا كنا نراهن على أنهم قد يصبحون بشراً. اليوم أو غداً أو بعده، ستكون دماؤمنا كما هي كل يوم في عرس… عرسنا الأمل والنصر، وأنت يامن أتيت بكل زناة الليل ومن الشوك والموت والدمار… دمنا، رقابنا لا تهاب رقصة السيوف لممحوني الربع الخالي وحين تعود عربياً، أخاً، شقيقاً حين أراك تؤمن بقيم المحبة والإنسانية والأخوة، حينذاك أنت أخي وعلى حذر أخاف ردتك، جاهليتك، أخاف وحشيتك لكني سأرحب بك.
ديب علي حسن