الثورة أون لاين – غصون سليمان:
أوضح المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان لمنطقة الدول العربية لؤي شبانة أنه مع اقتراب الحرب العدوانية على سورية من عامها العاشر ، يستمر الأشخاص في سورية وعبر المجتمعات المضيفة في المنطقة في مواجهة تحديات تتعاظم وطأتها مع مرور الوقت .
فقد أدت الأزمة الاقتصادية والتداعيات الأوسع للوباء إلى تفاقم الوضع بشكل كبير ، ما عرض المزيد من الأرواح للخطر .
حيث لا تزال النساء والفتيات يتحملن وطأة الأزمة ، إضافة للمعاناة من الاضطرابات المتكررة في الوصول لخدمات الصحة الإنجابية الضرورية ، فقد زادت مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي بأشكاله المتعددة ، بما يشمل العنف الأسري والمنزلي .
وتفاقمت هذه المخاطر أكثر في أعقاب اندلاع جائحة كوفيد – 19 ، وما نتج عنها من قيود على صعيد الحركة ، جراء حصار النساء والفتيات في مواقف وسياقات مؤذية ، في حين زادت التحديات الاقتصادية التي تسهم في حدوث أشكال العنف المذكورة .
وذكر شبانة حجم الخدمات التي قدمها صندوق السكان في عام ٢٠٢٠ – على الرغم من القيود الهائلة المصاحبة لكوفيد – 19 – من صحة جنسية وإنجابية منقذة للحياة لما يقارب ١،٩ مليون شخص ، وقد تم تسليم هذه الخدمات عبر ٢٦٤ منشأة صحية وعيادة متنقلة وفرق تواصل عديدة ، وفي الوقت ذاته ، حصلت نحو ٨٠٠ ألف امرأة وفتاة على خدمات برامج مواجهة العنف القائم على النوع الاجتماعي ، في حين وفَّر صندوق الأمم المتحدة للسكان الخدمات لنحو ٩٨ ألف ولادة آمنة . كما يستمر الصندوق في دعم تمكين النساء والفتيات والشباب عبر ١١٦ مساحة آمنة للنساء والفتيات ، و٢٢مركزاً للشباب .
وبيَّن شباني أن صندوق السكان يعتزم الاستمرار في تقديم هذه الخدمات المنقذة للحياة إلى من يحتاجونها على امتداد المنطقة ، بالتركيز على ضمان استمرار قدرة وصول المُحتاجين إلى خدمات الصحة الإنجابية الضرورية ، فضلاً عن ضمان توفر خدمات الوقاية والتصدي للمخاطر المتزايدة للعنف القائم على النوع الاجتماعي .
ويتم تكييف برامج المواجهة والتعامل مع الأزمة من أجل التركيز الأكبر على الفئات الأكثر استضعافاً من السكان ، مثل الفتيات اليافعات وأصحاب الإعاقات .
وللحد من آثار فيروس كورونا السلبية ، يستمر صندوق الأمم المتحدة للسكان في التواصل مع السلطات الصحية في مختلف أنحاء المنطقة ، لدعم الاستراتيجيات الوطنية للتعامل بشكل فعال مع الجائحة ، فضلاً عن طرح برامج المساعدة النقدية والقسائم ، لصالح الأسر المحتاجة في سورية والمجتمعات المضيفة في كل من لبنان والأردن .
وأضاف شبانة : “حتى في هذه الظروف ، نؤمن بأن لكل امرأة وفتاة الحق في الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية عالية الجودة ، فضلاً عن الحصول على الحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي .”
يذكر أن صندوق الأمم المتحدة للسكان أطلق نداءً لطلب ١٣١،٦ مليون دولار أمريكي لتمويل أعماله المتعلقة بالاستجابة الإقليمية إزاء الأزمة السورية ، ويشمل ذلك برامج عدّة تستهدف ١١،٧ مليون شخص في حاجة إلى المساعدات الإنسانية داخل سورية ، فضلاً عن نحو ٥،٦ مليون لاجئة ولاجئ في الدول المجاورة