الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
لا يزال نظام أردوغان تتخبّطه الأمواج السياسية العاتية وسط شتاء قارس داخلياً وخارجياً جراء سياساته العدوانية والاستفزازية ليس لدول المنطقة وشعوبها فحسب، وإنما لشعبه الذي تتسع فيه المعارضة ضده.
لذلك يشن نظام أردوغان منذ محاولة الانقلاب عليه في تموز 2016 حملة قمعية شديدة لاستهداف معارضيه وخصومه، وتقوم سلطاته باعتقال وإقالة عشرات آلاف الأشخاص في مختلف المؤسسات المدنية والعسكرية في البلاد.
وقد أكدت صحيفة زمان التركية أن رئيس النظام التركي أردوغان يقود عملية تصفية واسعة وممنهجة لكوادر جيشه الذي بات يعاني نقصاً حاداً في الكفاءات وخصوصاً في سلاح الجو.
ووفقاً للصحيفة فقد تجاوز عدد الموظفين المدنيين والعسكريين الذين تم فصلهم تعسفياً من القوات المسلحة خلال عامين منذ محاولة الانقلاب الفاشلة الـ 20 ألف شخص.
هذا في الوقت الذي تصارع فيه حكومة أردوغان أزمة اقتصادية حادة ظهرت بوادرها حتى قبل ظهور فايروس كورونا وتفشيه في البلاد، ويجد أردوغان نفسه أمام خيارات محدودة لمجابهة أزمة مزدوجة قد تكون آثارها مدمرة على الوضع الاقتصادي وعلى مستقبله السياسي وخاصة مع ظهور تراجع كبير في شعبيته وتواتر التقارير التي تشير إلى أن توجهات الناخب التركي ما بعد كورونا لن تكون مثلما كانت في السابق.
وقد وصل الوضع الاقتصادي المأزوم في تركيا مرحلة سيئة جداً تنذر بأن المرحلة القادمة ستكون أكثر قتامة ويصعب احتواؤها من قبل النظام التركي، وبات الاقتصاد التركي وخاصة بعد تفشي فايروس كورونا على وشك الانهيار مجدّداً.
وتجد حكومة أردوغان نفسها أمام خيارات محدودة قد تجبرها على اللجوء إلى صندوق النقد الدولي في محاولة أخيرة لتفادي الانهيار، وهو حل يرى فيه خبراء أتراك أنه يربك خيارات رئيس النظام التركي الذي يحاول عدم الظهور داخلياً ودولياً في موضع الضعيف.
إلى جانب ذلك يواجه نظام أردوغان أزمة خارجية بسبب رفض وتنديد دوليين لسياساته الاستفزازية الهوجاء التي اتخذها والمتعلقة بقبرص وبدوره المشبوه في الحرب الأذرية – الأرمنية، واستفزازاته في شرق البحر الأبيض المتوسط ودعم الإرهابيين في سورية واحتلاله جزءاً من أراضيها وسرقته ثرواتها فضلاً عن دعمه المباشر للتنظيمات الإرهابية ولا سيما “داعش” الإرهابي.
تلك السياسات التي تؤجج التوتر وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وتهدد نظامه بالعقوبات، كما تهدد مستقبله السياسي وسط معارضة داخلية قوية تدخله في نفق مظلم، ما يضعه في واقع مأزوم داخلياً وخارجياً يهدده بالسقوط والانهيار جراء سياساته العدوانية الهوجاء.