الثورة أون لاين – سامر البوظة :
إن لم تستح فافعل ماشئت ، هذا هو حال ما تسمي نفسها بـ”المعارضة الخارجية”, فمنذ بداية الحرب الإرهابية على سورية لم تخف هذه الجماعات العميلة علاقتها وارتباطها بالكيان الصهيوني، بل على العكس كانت تجاهر بتلك العلاقة حيث زار عدد من متزعميها الكيان الغاصب لتحريضه على شن اعتداءاته على سورية، وأنشؤوا مع شخصيات صهيونية جمعيات لتنسيق الدعم والتمويل والتسليح الذي يقدمه كيان الاحتلال للتنظيمات الإرهابية في سورية.
ويوما بعد يوم تتكشف حقائق ومعلومات جديدة تؤكد عمق العلاقة والروابط التي تجمع هؤلاء الخونة بكيان الاحتلال, آخرها الرسالة التي وجهها ما يسمى رئيس “جبهة الإنقاذ السورية المعارضة” المدعو فهد المصري إلى كيان الاحتلال، والتي دعاه فيها للعمل سويا ضد الشعب السوري، وإعلانه عن تعيين ممثل للجبهة داخل الكيان, ليس هذا فحسب, وإنما تعهد للكيان الغاصب بأن “سورية لن تؤيد في المستقبل القتال ضد إسرائيل”, وذلك وفق ما كشفت عنه القناة 12 لدى حكومة الاحتلال.
إن رسالة المدعو “المصري” هذه تؤكد إلى حد بعيد انخراط ما تسمي نفسها بـ”المعارضة” في ركب الكيان الإسرائيلي، وتلخص إلى أي حد وصلت العمالة والخيانة بهؤلاء الأشخاص الذين باعوا أنفسهم وباعوا وطنهم خدمة لأجندات سياسية غربية، وجاءت اليوم لتستكمل فصول عمالتها لهذا الكيان الذي لا يزال حتى اليوم يحتل أرضنا ويغتصب حقوقنا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يكشف فيها المصري وغيره من تلك الزمرة عن خيانتهم وعمالتهم لكيان الاحتلال, فقد وجه المصري نفسه في كانون الأول من العام 2016, رسالة مسجلة بالصوت والصورة إلى كيان الاحتلال الإسرائيلي يدعوه فيها إلى دعم الشعب السوري”, مطالبا أنظمة تركيا والممالك الخليجية بالعدوان العسكري المباشر على سورية والدعوة لتشكيل ما أسماه “مجلس للأمن الإقليمي بقيادة حكومة العدو الصهيوني”.
إن العلاقة بين كيان الاحتلال و”معارضة” الفنادق في الخارج، وارتباط الأخيرة بالتنظيمات الإرهابية لم تعد خافية على أحد، لا بل أنها وصلت إلى مرحلة عالية من التنسيق، وتكريسا لهذه العلاقة العضوية واصل كيان الاحتلال تقديم المساعدات للإرهابيين من عتاد وسلاح ومؤن وغيرها من أشكال الدعم المباشر وغير المباشر, وكان لهم الملاذ المباشر بعد هروبهم من ضربات الجيش العربي السوري, كما نقل المئات من مصابيهم للعلاج في مستشفياته الميدانية التي أقامها خصيصا لهم داخل الجولان السوري المحتل والأراضي الفلسطينية المحتلة, كما استقبل العديد من أفراد تلك “المعارضة” العميلة أبرزهم فهد المصري ذاته وكمال اللبواني وعصام زيتون ونبيل الدندل وغيرهم من الذين ذهبوا لتقديم الشكر لكيان الاحتلال على دعمه ووقوفه إلى جانب هؤلاء الإرهابيين.
الأمثلة كثيرة, والحقائق أكثر, وكلها تدل وتشير إلى مدى عمالة هؤلاء وخيانتهم لبلدهم ولشعبهم وتكشف نهجهم وأهدافهم, ولكن الأهم من ذلك هو أنهم لا يمثلون سوى أنفسهم ولا يحق لهم التحدث باسم الشعب السوري الأبي الذي قاوم الاحتلال والإرهاب منذ نشأته، والذي لا يساوم على أرضه وحقه ولا يضع يده بيد عدو غاصب محتل, وهو يرفض في نفس الوقت أن تكون هذه الزمرة الخائنة ممثلا عنه أو ناطقا باسمه, فمن باع شرفه ليس من الصعب عليه أن يبيع وطنه وشعبه.