الثورة اون لاين- ادمون الشدايدة:
لطالما بنت واشنطن سياساتها الخبيثة على أسس متعددة تذهب في غالبيتها إلى سلسلة أطماعها غير المنتهية.. وما تنتهجه من سياسات عدوانية في المنطقة يصب في خانة مصلحة المشروع الصهيوني التوسعي، عبر مواصلة دعمها لإرهابه المنظم والممنهج، ومحاولة شرعنة احتلاله على حساب أصحاب الأرض الحقيقيين، كما هو حاصل اليوم في فلسطين المحتلة، والجولان السوري المحتل.
فأميركا التي صنعت الإرهاب بكافة ألوانه وأشكاله وصدرته لسورية وللعالم، تعمد جاهدة لدعم الإرهاب الصهيوني بكل السبل والطرق، وفي كل الأزمنة والأماكن حتى يومنا الراهن.. فالنظام الأميركي متمثلاً برئيسه دونالد ترامب المنتهية ولايته يلهث وراء تقديم مزيد من الهدايا الانتخابية لحليفه الصهيوني في وقته البدل الضائع.
زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للجولان السوري المحتل جاءت في هذا الإطار الذي يعبر عن دعمه اللا متناهي للكيان الغاصب، وتعبيراً عن وقوف أميركا مع الأهداف الاستعمارية لذاك العدو، وتكريسا لسياسته العدوانية والاحتلالية حتى الرمق الأخير.
فالزيارة المشؤومة وقبلها إعلان ترامب ما يسمى “السيادة” الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، ليست استثناءً عن سياسات الولايات المتحدة الداعمة لسياسة الاحتلال، وهي تتويج لمرحلة جديدة من الاستهتار بالقانون الدولي، وضرب لقراراته بعرض الحائط.
أخيراً تلك الأوهام لطالما راهنت عليها واشنطن من خلال سلسلة إجراءات عدوانية كانت قد اتخذتها سابقا في هذا الصدد، كرمى لعيون الكيان الإسرائيلي الغاصب، و لصالح تثبيت مشروعه الاستعماري على أراضي الجولان السوري المحتل كما هو الحال في فلسطين المحتلة، ولكن كل زيارات المسؤولين الأميركيين، وتصريحاتهم العدائية لن يكون بمقدورها تغيير الحقائق، ولن يكون لها أي أثر على الأرض، فالجولان المحتل سيبقى عربيا سوريا، وعودته إلى وطنه الأم سورية أمر لا مفر منه في النهاية، فهذا نتيجة حتمية لعودة الحق لأصحابه الحقيقيين.