الثورة أون لاين – لجينة سلامة:
جاء فوز المعلمة نغم علي بلقب “المعلم العالمي” لعام 2020 نتيجة طبيعية لمبادرتها وإتقانها التعليم المدمج بالفن والتقانة وقبل ذلك بالمحبة..التعليم بحب ووجدان لأن أطفال سورية يستحقون الكثير من الجهد والوقت لإبداع جيل متعلم متنور متمكن وفعال في بناء المجتمع وبالاعتماد الذكي على استثمار مواهب المعلم وإمكانياته وملكاته الحسية والفنية والذهنية لخلق جو تفاعلي مليء بالنشاط والحيوية والإبداع في بيئة صفية بعيداً عن التلقين.
وجائزة المعلم العالمي تقدمها “Alert knowledge Services”” في الهند وهي مؤسسة تعمل على تكريم مجهودات المعلمين المتميزين في كافة أنحاء العالم وتهدف الجائزة للوصول إلى المعلمين في دول العالم كافة وبخاصة المعلمين الذين أظهرت جهودهم مساهمة مميزة في مجال عملهم وإخلاصهم في مهنتهم ومسؤوليتهم نحو مجتمعاتهم المحلية.. وتمنح الجائزة سنوياً منذ عام 2018 وسيحتفل بالفائزون الثمانية عشر على مستوى كل بلدان الوطن العربي في احتفالية افتراضية في العشرين من الشهر القادم.
* “ماما نغم ملهمتي”, “ماما نغم قدوتي ”
تتحول الحصة الدرسية إلى نشاط صفي تستثمر فيه المعلمة نغم علي مواهبها الفنية في الرسم والغناء لإيصال المعلومة على أنغام فيروزية بمشاركة تلاميذها وبصوتها من تلحينها لأناشيد الصف الأول وباسثتمار استراتيجيات التدريس على اختلاف مسمياتها وأهدافها التعليمية والتربوية. والاعتماد بذكاء على استنباط مكامن قدرات التلاميذ وتفعيلها.
تجتهد المعلمة نغم علي معلمة الصف الأول في مدرسة الشهيد علي أحمد الشنبور في محافظة طرطوس على استثمار مواهبها الفنية وفي دمج التقانة بالعملية التعليمية وهو الأمر الذي ساعدها على الانتشار عالمياً فحصلت على لقب “المعلم العالمي” وهي حكماً لا تقل أهمية عن أي معلم أحب بلده فأحب أطفاله فعمل من أجلهم ليتمكنوا من التعلم لامتلاك الشهادات العلمية المرغوب فيها التي تبني الوطن الذي عانى وما زال يعاني من ويلات الحرب. لقد عملت السيدة نغم على مبادرة استثنائية أوصلتها للعالمية حقاً إلا أنها قبل ذلك أوصلت الفرح والسرور إلى قلوب تلاميذها في بيئة صفية حققت من خلالها الهدف التعليمي بأسلوب ممتع متقن وفني مرهف وضمن جو تشاركي من قبل أطفال بعمر الست سنوات لا يريدون إلا الحب والأمان. وأعتقد أنك أنت عزيزنا القارىء إذا ما تسنى لك واستمعت إلى نشيد “أنا إنسان لي إحساس …” الذي تؤديه المعلمة مع تلاميذها بإحساس عال وبتناغم فعال مثمر يدل على تناغم المعلم مع طلابه بحرفية وتقنية عالية, أعتقد أنك ستلمس ما ذهبت إليه. وهو ما ذهبت إليه اللجان المسؤولة عن التحكيم في جائزة المعلم العالمي التي اطلعت على ما أرسلته المعلمة نغم في تشرين الثاني لعام 2019 من نشاطات وفعاليات ومقاطع فيديو مع تلاميذها الخاصة بمبادراتها إلى الجهة المسؤولة في المسابقة والتي خضعت لاحقاً لتقييمات واختبارات عالمية من قبل لجان مختصة كانت قد اطلعت أيضاً بشكل مباشر ومتواصل على صفحة المعلمة الخاصة على الفيس بوك.
رحلة التميز..
ومن خلال لقاء (الثورة) مع المعلمة نغم علي نقول إنها من مواليد 1985 تخرجت من جامعة تشرين باختصاص معلم صف وباشرت التدريس في عام 2008 وهي مدربة على المناهج التربوية المطورة ولها مشاركات عدة في المنصة التربوية ولديها تجارب في التعلم عن بعد لتعويض الفاقد التعليمي.حرصت على ابتكار طرق جديدة مختلفة لإيصال المعلومة لطلابها في الصف الأول منذ العام الدراسي 2014 – 2015 وبرزت مبادرة المعلمة مع تطبيق الحجر الصحي خلال جائحة كورونا وبدأت بتطبيق نشاطاتها من خلال تلحين الأناشيد المطلوبة في كتاب ” العربية لغتي بالإضافة إلى استخدام الوسائل المساعدة مثل المكتبة ورسم الوسائل الحسية بنفسها بهدف ترسيخ المعلومات بشكل غير تقليدي وتحفيز الطلاب للمشاركة والتفاعل والاستفادة والاستمتاع بالحصة الدرسية. وللعلم فقد تم تسجيل كافة أناشيد الصف الأول ونشرها على المنصة التربوية السورية واعتمادها في كافة المحافظات. وهي بهذا تركز المعلمة نغم دائماً على أن للمعلم رسالة نبيلة يقدمها بحب ووجدان لأبنائه التلاميذ بطريقة حضارية مستثمراً التقانة والأطر الموجودة بالمناهج المطورة لتحقيق الهدف المرجو أياً كان الظرف وبالتأقلم مع المستجدات والمتغيرات.
*البيئة الحاضنة
طبعاً لم يكن للمعلمة المبادرة أن تحقق ما حققته من حضور مؤثر ومثمر في الساحة التعليمية على مستوى القطر ولاحقاً خارجه, لو لم تتوفر البيئة الحاضنة المساعدة على استكمال وتوفير عناصر النجاح والتميز . وهي المدرسة, البيت الذي يتسع لأفراد العائلة التعليمية بدءاً من الإدارة مروراً بالمعلمين وصولاً للجهة التربوية المشرف انتهاء بالتلاميذ وهم الغاية النبيلة للهدف التعليمي والتربوي على حد سواء. تشدد المعلمة إيمان الحسن مديرة مدرسة الشهيد علي أحمد الشنبور أن المعلمة نغم علي نموذج يحتذى من المعلمات التي عملت على تطوير نفسها والمضي قدماً في تطبيق المناهج المطورة تحت إشراف تربوي بالتنسيق مع التوجيه التربوي المشرف على المدرسة انطلاقاً من فكرة أن المناهج المطورة تعمل على تفتيح شخصية التلميذ من كافة النواحي النفسية والعقلية الاجتماعية والجسدية لأن المناهج الجديدة تعتمد على أساليب واستراتيجيات حديثة إن كان مسرح عرائس أو القصص أو الأناشيد بالإضافة لربط الكتاب المدرسي بمصادر التعلم ووسائل التعليم. وركزت المعلمة إيمان على رسالة المعلم النبيلة والحضارية ودور المعلم الرديف للجيش العربي السوري في الحرب التي جاءت على الحجر والبشر وحاولت أن تنال من الإنسان السوري إلا أنها فشلت بفضل صمود الشعب السوري بكافة شرائحه وبسالة الجيش. فبقيت صروح المدارس والمعاهد والجامعات عامرة بالقائمين عليها وبالطلاب الطامحين للنجاح.