الثورة أون لاين _ فادية مجد :
تشهد أسواق الألبسة والأحذية في مدينة طرطوس جنون أسعار وأرقاما فلكية ونارا كاوية لم تشهدها المحافظة في سنواتها الماضية ولتتجاوز تلك الأسعار حدود المنطق والعقل وسط غياب الجهات المعنية عن إيجاد حلول جذرية لغلاء استشرى وتمدد وعم كل شيء ..
وفي جولة للثورة على السوق الشعبي في مدينة طرطوس ومايعرف ( بسوق النسوان ) بدت ملامح الدهشة والحزن على وجوه أغلب من اضطر من أصحاب الدخل المحدود للجوء لتلك السوق باعتبارها الملاذ الذي يتناسب نوعا ما وقدرتهم المادية،ولكن المفاجأة بالنسبة لهم كانت بتحليق الأسعار عاليا، الأمر الذي لا يستطيع معه أي صاحب دخل محدود ولديه أسرة أن يشتري قطعة واحدة من الثياب ؟!
فسعر الحذاء النسائي في سوق النسوان يتراوح بين ٢٢ و٢٦ ألفا ، والرجالي ب ٢٦ ألف ليرة، فيما وصل سعر البنطال الجينز النسائي إلى ٢٠ ألفا والكنزات يتراوح سعرها بين ٨٠٠٠ و١٠٠٠٠ ليرة.
أما الجواكيت نوع كتان فيترواح سعرها بين ٢٦ و٣٦ ألف ليرة والمخمل الناعم ب ٣٠ ألف ليرة
ووصل سعر البيجامة الولادي إلى ١٥ ألف ليرة والرجالية بين ٢٠ ألفا و٢٥ ألف ليرة .
تقول أم أحمد : مع تلك الأرقام المرعبة لا نستطيع شراء اي شيء … فأرخص كنزة صوف ب ٨٠٠٠ آلاف ليرة … فكيف لي أن أشتري لبناتي الثلاثة بمبلغ ٢٤ ألف ليرة كنزات فقط … من أين لنا أن نأكل ونشرب بقية الشهر وراتبنا لا يتجاوز الخمسين ألفا ؟!
عبير مصطفى قالت : أمام هذا الارتفاع الجنوني لا أستطيع شراء اي شيء ، وسوف أكتفي بملابسي القديمة من السنة الماضية .. واضافت : انا أصبر ولا أشتري ولكن أولادي كيف لي أن أشتري لهم وثمن أي قطعة هو نصف راتبي ؟!
أما أبو محمد فأكد لنا أنه مع موجة الغلاء الفاحش الذي كوى الجيوب وعم كل شيء … أصبحت الملابس بالنسبة لهم من المنسيات ، والهم الأساسي انحصر عندهم بتأمين الطعام والشراب ..
ولدى متابعتنا الجولة في سوق شارع الثورة وشارع هنانو كان الوضع أسوأ حالاً وهي الأسواق المعروفة دوما بغلاء أسعارها بشكل عام
فبنطال الجينز النسائي يتراوح سعره بين ٢٦ و٥٠ ألفا وجينز الاطفال بين ١٠ و١٦ الف ليرة.
والكنزات النسائية يتراوح سعرها بين ١٥ و٢٥ ألف ليرة والبيجامات النسائية بين ١٥ و٣٥ الف ليرة، والولادي بين ١٠ و٢٠ الفا ،والرجالي بين ٢٧ ألفا و٤٠ الف ليرة .
وبالنسبة للأحذية النسائية لا تقل عن ٢٦ ألف ليرة للنساء وأحذية الأطفال بين ١٥ و٢٠ الف ليرة …
أما الجواكيت الولادية فتبدأ من ٢٥ ألفا وجاكيت جلد نسائي ب ٥٠ ألفا فصاعدا والكتان وصل سعر أرخص جاكيت إلى أربعين ألف ليرة .احدى السيدات أشارت إلى أنه وصل سعر جاكيت جينز عادي في سوق شارع الزهور إلى ٦٠ ألف ليرة .
من جهتهم أصحاب المحال التجارية الذين التقيناهم أكدوا أن ارتفاع الأسعار بشكل عام والملابس والأحذية بشكل خاص بدأ منذ الشهر الثاني من هذا العام .
وعزا أصحاب تلك المحال التجارية الغلاء الكبير في أسعار الملابس والأحذية إلى قانون قيصر والحصار الاقتصادي على البلد وانخفاض قيمة العملة مقابل باقي العملات، إضافة إلى فقدان المواد الأولية وعدم توفرها ، فالأقمشة أغلبها مستورد وسعر الخيط غال جدا ، مبينين أنهم يستجرون بضائعهم من حلب او دمشق من الورشات المتواجدة هناك ، والتي تعاني هي الأخرى من ارتفاع أسعار مواد تشغيل تلك الورشات المصنعة والتي تضطر لشرائها من السوق السوداء بأسعار باهظة كل هذه الأمور مجتمعة ساهمت في هذا الغلاء الكبير .
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس حسان حسام الدين وردا على سؤالنا من المسؤول عن وضع تسعيرة الألبسة والاحذية وكيف توضع؟ أوضح أن الأحذية تخضع في آلية تسعيرها إلى نسب الأرباح الواردة بقرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك رقم 2072/2016 والذي حدد أنه يتوجب على صاحب الفعالية المستوردة أو المنتجة محلياً إصدار فاتورة تجارية أصولية يحدد فيها صفة البيع ، وإعداد بيان كلفة المادة التي يتعامل بها من واقع تكاليفه الفعلية يحتفظ به لديه لحين الطلب أو الشكوى ،
كما يتوجب على منتجي الألبسة إعداد بيان لتكلفة إنتاجهم من واقع تكاليفهم الفعلية ، وإيداع نسخة من هذه التكاليف لدى مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظة التي يقع نشاطهم التجاري بها ليتم دراستها في حال وجود شكوى كما يتوجب عليهم ايضا إصدار فواتير تجارية يحددون فيها صفة البيع .
وبخصوص دورهم المنوط بمراقبة الأسواق وقمع المخالفات والتشدد في العقوبات لفت حسام الدين إلى أنه نتيجة مراقبتنا خلال الشهر الجاري للأسواق التجارية تم تنظيم /39/ ضبطا مخالفا لفعاليات تجارة الألبسة والأحذية في المحافظة منها /19/ ضبطا بمخالفة عدم الإعلان عن الأسعار و/7/ ضبوط بمخالفة عدم حيازة فواتير و/3/ ضبوط بمخالفة البيع بسعر زائد مبينا ان المراقبة لاتزال مستمرة وسنعمل على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حال وجود أي مخالفة.