الثورة أون لاين -ميساء العجي:
تعد القراءة عنصرا أساسيا في تنمية مهارة التفكير والخيال الخصب لدى الطفل , كما أنها من أبسط حقوقه التي يجب أن يتمتع بها وخاصة انه بات هناك العديد من المؤلفات الموجهة للطفل،كما تولي الدول والشعوب أهمية قصوى للرعاية والاهتمام بثقافة أطفالها لأنهم اللبنة الأساسية في توفير ثروة البلاد وطموحاتها المستقبلية وهم من يشارك في البناء المجتمعي والاقتصادي والثقافي .
من هنا يتزايد الاهتمام بالأطفال وتنشئتهم نشأة سليمة عبر تهيئة البيئة المناسبة والملائمة لهم من خلال قراءته للكتب التي تلبي حاجته وميوله وتنمي القدرة اللغوية لديه وتزيد مهارته في التفكير والتعلم والاعتماد على نفسه وهذه مسؤولية تتحملها الاسرة والمدرسة والمجتمع على السواء.
فما هو الدور الذي تلعبه الأسرة في تأمين الكتاب المناسب لابنها لزيادة معرفته وثقافته .
لعل الاجابات تتباين بين رأي وآخر ،بين ايجابي وسلبي حسب المزاج والواقع الذي وصل اليه الناس.
لم يعد ينقصنا سوى دفع ثمن كتب للقراءة ،قالتها هيام بدور بكل حزن وألم لما أصبحت عليه اليوم من ضيق العيش والحياة ،فبعد هذا الغلاء الفاحش من الصعب جدا أن أفكر بشراء كتب لأولادي ليقرؤوها في وقت فراغهم وتزيد معرفتهم ومعلوماتهم وخبرتهم في الحياة ,لكننا اليوم وبعد ما حصل في حياتنا عليهم أن يتعلموا من تجارب الأيام التي نعيشها كل يوم بيوم خاصة أن العديد من العلماء والمفكرين كانت خبرتهم و أبحاثهم من تجربتهم الشخصية التي عاشوها وعانوا منها .
وانا متأكدة أن خبرة الحياة تعلمنا وتعلمهم التجارب الحقيقية في هذا الوقت الذي وصلنا اليه .ومع ذلك كنت ومازلت أحثهم على القراءة.
الاستاذ اكسم ابراهيم مدرس لمادة اللغة العربية يقول: كنت والى اليوم أشجع وأحث أولادي على القراءة والمطالعة فشرائي لكتاب ما أو قصة ضروري جدا وفعل القراءة أمر لابد منه ،لذلك اختار ما يناسبني ويناسب أعمار أولادي ، فالقراءة تنمي ميول الفرد ومهارات تفكيره وتفتح امامه الخيال الخصب ويجب ان تسعى كل أسرة الى تأمين هذه المهارة لأولادها لأهميتها الكبيرة في تعلم وتعليم الطفل وزيادة خبرته في الحياة كما أنها تسهل على الأهل موضوع التربية كثيرا إذ لم يعد لدى الطفل ذاك الفراغ الذي يقضيه كيفما يشاء، إنما يوجد كتاب عليه تصفحه وقراءته وأخذ المعلومة النافعة منه أيضا.
أتابعهم باستمرار
سهام عباس تقول: أنا أهتم بكل ما يقرأه أولادي سواء الكتب التي يقبلون على قراءتها او من مواقع الانترنت وأناقشهم في المعلومات والكتب التي يقرؤونها باستمرار لكسب الفائدة المرجوة منها.
فيما سليم بركات يذكر بأن التطور السريع الذي نعيشه بهذه الأوقات الصعبة جعل مسؤولية الأهل كبيرة جدا باتجاه أولادهم فقد تضاءلت كثيرا قيمة الكتاب خاصة مع التطور الهائل الذي يشهده العالم بعدما اصبحت المعلومة جاهزة ومعلبة لا داعي للتفكير ولا للخيال او الإبداع وهذا كله يجعل من الشباب أيضا معلبا ومقولبا كما يريد الانترنت .مبينا أنه يجب علينا أن نعي هذه الفكرة جيدا ولا يتم ذلك إلا عن طريق قراءة الأطفال للكتاب ومعرفتهم بالمعلومة والفكرة الموجودة بداخله من خلال قراءته كاملا وبالتالي يبحث ويفتش ويجتهد ليصل إلى ما يريد بالإضافة الى تعلمه اللغة بشكل ممتاز تساعده في المستقبل في حياته.
وفاء سليمان مدرسة علم نفس تقول: إن من أبسط حقوق الطفل هي القراءة واستخدام الكتب التي تلبي حاجاته وميوله وكذلك رغباته خاصة وقد أصبحت هناك عدة مواقع ومنافذ قد يستمد منها الطفل معلوماته وأفكاره منها ،
و أصبح اليوم من الضروري والهام الاهتمام بثقافة الطفل وتشجيعه على القراءة والكشف عن ميوله وتنمية القدرة اللغوية ومهارة التفكير لديه وتطويره والاعتماد على الذات وتوفير مصادر معلومات يتناسب مع ميوله وهذه كلها مسؤوليات تقع على عاتق الأسرة والمدرسة والمجتمع .
وتضيف سليمان أنه يعتقد البعض بأن الطفل لا يحتاج الى الكتاب حتى يدخل المدرسة ويتعلم مبادئ القراءة والكتابة لكن هذا الاعتقاد خاطئ، فالطفل الذي يترك بلا كتاب حتى سن المدرسة سيواجه صعوبات عديدة في علاقته بالكتاب في المراحل الاولى من عمره من خلال التناول باليد فيضع الورق في فمه وقد يمزقه ،لذلك على الأم أن تعمل على جذب انتباهه للكتاب من بداية عمر السنة والنصف او عمر السنتين بان تضع بين يديه أوراقا لمجلات فيها صور وتبدأ مرحلة الاشارة الى الصور وتلعب الأم دورا رئيسيا في هذه المرحلة فتقوم بتقليب صفحات الكتاب أمام عينيه ليبدأ باستعمال كلمات تدل على معاني الصور من خلال الإشارة إليها وتسميتها بمسمياتها .
وتؤكد سليمان أنه بعد عامين تبدأ مرحلة القصص القصيرة البسيطة وتمتد الى سن الثالثة وفيها يجب ان يسمع الطفل قصة من كل صورة ..وهنا يبرز دور الآباء في حكاية قصة لأولادهم كل يوم , وبعد هذه المرحلة يبدأ الطفل بمرحلة البحث عن المعاني فتبدو الصورة وكأنها أشياء حقيقية حية فقد يمد يده ليأخذ من صورة شيئا ما وقد يقبل طفلا داخل صورة ،لينتقل بعدها إلى مرحلة ملاحظة الحروف ومحاولة تقليدها فيصبح قادرا على الاشتراك مع غيره من الأطفال في الاستمتاع بالكتاب وبالتالي يصبح بإمكانه تفسير الصور والتعليق عليها،
ليكبر و يصبح في مرحلة يجب أن يبرز فيها دور الأسرة في مساعدة أطفالهم لاكتساب العادات والاتجاهات الصحيحة للقراءة مثل التعرف على تحليل الكلمات وتركيبها .
بعد التحليل والتركيب يكون الطفل تجاوز مرحلة الخيال الى الواقع الذي يعيشه .وعندما يصبح بمرحلة المراهقة نجده يتجه إلى القصص العاطفية والمغامرة .مايجعل الآباء والأمهات يعانون بهذه المرحلة من صعوبة كبيرة في حث أطفالهم على القراءة نظرا لتوافر الكثير من البدائل الترفيهية السهلة والممتعة مثل التلفاز والانترنت وغيرها .
ورغم ذلك عليهم بشتى الطرق والوسائل أن يحاولوا دفع ابنهم وتشجيعه على قراءة ومطالعة الكتب وهذه المراحل جميعها على الأهل ان يعوها ويهتموا بها بشكل جيد لأنها ومن خلالها يتعلم الطفل القراءة.
وأخيرا يقع على الأسرة الدور الكبير في تعلم الطفل للقراءة منذ الصغر ليكون بذلك التأسيس الصحيح لمبدأ ممارسة الفكر والمعرفة منذ السنوات الأولى لتنشئته , فيصبح محبا للقراءة و بعيدا عن التذمر واللامبالاة بالكتاب ما يجعل التعلم سهلا عليه وغير معقد وهذه بذاتها تدفع للإبداع والتميز لدى الطفل لذلك على الجميع الاهتمام بقراءة الأطفال للكتب التي تناسب أعمارهم منذ نعومة أظفارهم وهذا أمر هام جدا.