الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
رغم أن الاقتصاد الأمريكي من أقوى اقتصاديات العالم، والولايات المتحدة تتصدر المرتبة الأولى من حيث حجم الناتج القومي، ولديها إمكانيات وخبرات علمية كبيرة، إلا أن لها وجها آخر مختلفا يتناقض كليا مع مكانتها الاقتصادية، حيث يعيش ملايين الأميركيين على عتبة الفقر، ونسبةٌ كبيرة منهم تعاني من الجوع طوال العام، فيما تتفاقم الأمراض المزمنة المصاحبة للفقر، وبسبب ازدياد عدم المساواة في الدخل وتكاليف الإسكان ينتقل الفقر من المدن إلى الضواحى حيث يستوطن في بؤر غير مرئية لأنها أقل ظهوراً، فتنتعش معها ظواهر إدمان المخدرات الأفيونية والجريمة، ورغم كل ذلك ينصب اهتمام الحكومات الأميركية على كيفية إشعال الأزمات والحروب، وتصدير السلاح إلى مناطق النزاعات التي تفتعلها، ونهب ثروات الدول الأخرى، وكل ذلك لمصلحة لوبيات المال، وأصحاب الشركات والمصانع، من دون الاكتراث لما يعانيه قسم كبير من الشعب الأميركي، الأمر الذي أدى لانقسام غير مسبوق داخل المجتمع الأميركي، وهو ما يعكس مواجهة بين فئات تختلف فيما بينها على أساس العرق والخلفية الاجتماعية، والمكانة الاقتصادية.
كل هذا يحدث على خلفية أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وأكبر انخفاض في مستوى معيشة الأمريكيين على مدى عدة أجيال، وهذا ينذر بارتفاع درجة السخط الاجتماعي، بحيث يصبح الكثير من المواطنين الأمريكيين على أتم استعداد للاحتجاج أو المشاركة في المواجهات.
ورغم محاولاتها إظهار نفسها بموقع القوي الذي لا يرهب له جانب، إلا أن أميركا يبدو أنها تشهد أزمة مجاعة خلال عيد الشكر من هذا العام، فهناك 56 مليون أمريكي يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بحسب منظمة “Feeding America”.
وذكرت المنظمة أن أحياء البرونكس لديها أعلى معدل إصابات بكورونا وأعلى معدل بطالة في نيويورك، كما أن هذه الأحياء الفقيرة تعاني من أعلى معدل لانعدام الأمن الغذائي بين الأطفال في البلاد، كما تواجه العائلات عبئا كبيرا لتوفير وجبات الطعام.
وقالت كلير بابينو فونتينو، المديرة التنفيذية لـFeeding America: “هناك 22 مليون طفل كانوا يعتمدون قبل الوباء على وجبة غداء مجانية تقدم لهم في المدرسة، معرضون لفقدانها، مؤكدة أن “المجتمعات الملونة أكثر عرضة للمعاناة بمرتين، ليس فقط من الأمراض الكامنة، ولكن أيضا من انعدام الغذاء والأمن”.
من هنا يبدو أن أميركا دخلت مرحلة على خط المجاعة، ليبدو الجانب الغذائي منها في حالة انحلال، وبحسب منظمة “فيدينك أميركا Feeding America” فإن الولايات المتحدة الأميركية تشهد أزمة مجاعة خلال عيد الشكر من هذا العام، فهناك 56 مليون أميركي يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
ومع تعرض الاقتصاد الأميركي لضربة اقتصادية كبرى جراء الوباء الذي أفقد الكثير وظائفهم وسجل الكثير من الخسائر المادية والبشرية وبما يصب في ذات سياق المجاعة، فقد سجل عدد طالبي تعويض البطالة في الولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا خلال أسبوع، بسبب القيود التي فرضت على النشاط الاقتصادي، حسب أرقام نشرتها وزارة العمل الأميركية قبل يومين.
وكانت “رويترز” قد تحدثت عن تسجيل 778 ألف شخص كعاطلين عن العمل بين 15 و21 تشرين الثاني الماضي، بزيادة 30 ألفا عن الأسبوع الذي سبقه، وعدلت الوزارة أرقامها فيه بزيادة، ليبلغ العدد 748 ألفا، فيما كان العدد ارتفع بسبب تسريح العمال المرتبط بقيود كورونا على النشاط الاقتصادي، حيث وتشير الزيادة المستمرة في عدد طالبي إعانات البطالة إلى ضعف سوق العمل.