الثور أون لاين – سامر البوظة:
يشهد الاقتصاد البريطاني خلال السنوات الأخيرة حالة غير مسبوقة من الركود والانكماش وتدهورا واسع النطاق، مع تراجع شديد في حركة المال والأعمال في الوقت الذي تواجه به البلاد حزمة من التحديات أبرزها أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي والجدل الواسع الذي رافقها، إضافة إلى حالة القلق والغموض التي تخيم على المشهد في حال لم يتم إبرام صفقة مع بروكسل خلال الوقت القليل المتبقي، وما لذلك من انعكاسات خطيرة على الاقتصادات، إضافة إلى أزمة “كورونا”والتي أرخت بظلالها على الاقتصاد البريطاني الذي تأثر بشكل كبير جراء الضربات القوية التي تعرضت لها مختلف القطاعات والتي تسبب بها التفشي الكبير للفيروس، والإجراءات الحكومية المتخذة لكبحها.
ولعل قطاع السيارات كان من أكبر المتضررين جراء تلك الأزمة، حيث انخفض إنتاج بريطانيا من السيارات بوتيرة سنوية 18.2 بالمائة في تشرين الأول, وفق ما أفادت به جمعية مصنعي وتجار السيارات في بريطانيا أمس الخميس، إذ لا تزال جائحة فيروس كورونا وإجراءات الإغلاق تؤثر على الطلب، وذلك بحسب ما نشرت وكالة “رويترز”.
وقالت الجمعية: إن إنتاج السيارات بلغ 110 آلاف و179 سيارة الشهر الماضي، مما يجعل إنتاج الشهور العشرة الأولى من العام منخفضا بمقدار الثلث إلى 734 ألفا وثلاث سيارات.
ويترقب قطاع صناعة السيارات في بريطانيا وضوحا بشأن بنود التجارة مع الاتحاد الأوروبي أكبر أسواقه للتصدير، كما يواجه حظرا على بيع سيارات جديدة تعمل بالبنزين والديزل اعتبارا من 2030.
هذا وقد دفعت الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة في بريطانيا، الخطوط الجوية البريطانية “بريتش إيروايز” لطرح أطباق تستخدم في الطائرات وأغراضا من طائرة بوينغ 747 التي سحبتها من أسطولها للبيع.
وأوضحت شركة الطيران البريطانية في بيان أن أدوات مائدة مستخدمة في الدرجة الأولى وحتى بطانيات، من بين الأشياء المعروضة للبيع، وذلك على خلفية أزمتها المالية ،بحسب “الوكالة الفرنسية”.
ومن أجل تحسين أوضاعها المالية قررت الشركة أيضا بيع الأعمال الفنية المعروضة في صالات الاستقبال الخاصة بها.
وبلغ إجمالي الخسائر لمجموعة “أي إيه جي” التي تملك شركتي طيران “بريتش إيروايز”و”ايبيريا”، 5,6 مليارات يورو منذ بداية العام من بينها 1,76 مليار يورو في الربع الثالث.
ومن أجل التغلب على الأزمة، نفذت “أي إيه جي” إعادة هيكلة كبيرة تشمل إلغاء 13 ألف وظيفة في “بريتيش إيروايز”.
كما خفضت المجموعة نفقاتها الاستثمارية. وهي أرجأت طلبية 68 طائرة جديدة إلى العام 2022 وقررت سحب طائرات بوينغ 747 التي يطلق عليها “جامبو جيتس” من أسطولها قبل الموعد المتوقع، نظرا إلى حجمها الهائل.
هذا ومن المتوقع أن ترتفع البطالة إلى ذروتها عند 7.5% أو 2.6 مليون شخص في الربع الثاني من2021، ومن المقرر أيضا أن تقترض بريطانيا 394 مليار جنيه إسترليني (530 مليار دولار) خلال العام الحالي 2020، وهو أعلى مستوى اقتراض تسجله البلاد على الإطلاق في تاريخها بزمن السلم.
وأعلن وزير الخزانة البريطاني، ريشي سوناك، عن أحدث مراجعة للإنفاق، حيث أبلغ أعضاء البرلمان أن الاقتراض سينخفض من مستواه الحالي الذي يعادل 19% من الناتج المحلي الإجمالي إلى 164 مليار جنيه إسترليني العام المقبل و105 مليارات جنيه إسترليني في العام المالي 2022 – 2023.
وأضاف أنه من المتوقع أن ترتفع البطالة إلى ذروتها عند 7.5%، أو 2.6 مليون شخص في الربع الثاني من عام 2021، على أنه من المتوقع بعد ذلك أن تنخفض كل عام لتصل إلى 4.4% بحلول نهاية عام 2024.