الملحق الثقافي:سلام الفاضل:
لا يمكن لأي منا أن ينكر الدور الذي تلعبه الجوائز الأدبية والفنية التي تطلقها العديد من المؤسسات الثقافية والفكرية حول العالم، في خلق حالة تنافسية أدبية عالية تُسهم في رفد المشهد الثقافي عامة بالجديد، والمتميز من النتاجات الإبداعية، والفكرية، والفنية.
فالجوائز الأدبية والفنية على تنوّعها، واختلاف أنماطها، وتعدد نماذجها حالة صحية تمدُّ الجسم الثقافي بالهواء المتجدد الذي يضخّه في بعض الأحيان مبدعون مخضرمون ألفوا الحالة الإبداعية، وتجانسوا معها، أو يأتي به مبدعون جدد يتلمسون بنتاجاتهم هذه طريق الفكر، والفن، ويخطون عبرها أولى إنجازاتهم في هذا الميدان.
انطلاقاً من هنا، فقد حرصت وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب على أن تُطلق كل عام جوائزها الأدبية والفنية التي انسحبت على مجالات شتى شملت الرواية، والشعر، والترجمة، والقصة القصيرة الموجهة إلى الطفل، واللوحة الموجهة إلى الطفل، والتي دأب الأدباء، والشعراء، والفنانون السوريون، والعرب المقيمون في سورية على المشاركة بها حتى غدت عُرفاً ينتظره الوسط الثقافي كل موسم.
وقد صادف يوم الثلاثاء الفائت، حفل إعلان نتائج هذه الجوائز الذي جرى ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية التي أقامتها وزارة الثقافة تحت شعار “ثقافتي هويتي” احتفاء بالذكرى الثانية والستين لتأسيسها. وتم خلال هذا الحفل الذي أقيم في مكتبة الأسد الوطنية في دمشق بحضور السيدة وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح، والمدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب د. ثائر زين الدين، وحشد كبير من الكتّاب، والأدباء، والمهتمين بالشأن الثقافي، تم تكريم الفائزين ولجان تحكيم هذه الجوائز.
أهمية الترجمة
أكّد الدكتور وائل بركات الأستاذ في جامعة دمشق، وأحد أعضاء لجنة تحكيم جائزة سامي الدروبي للترجمة في الكلمة التي ألقاها باسم أعضاء لجنة تحكيم هذه الجائزة، وتناول فيها الحديث عن أهميتها، والمعايير التي اتبعتها اللجنة في اختيار الأعمال الفائزة، أكّد بأن الترجمة كانت رافداً مهماً للحركة الأدبية والفكرية في العصور العربية السابقة، ولا سيما في العصر العباسي، وأن حاجتنا لها اليوم تزداد بتسارع العلوم والمعارف والتقانات، وعليه فكلما كان عدد الأعمال المهمة المترجمة إلى العربية أكثر، كان مردودها على ثقافتنا أوسع وأخصب. وأردف: “وفي هذا الباب كانت جائزة سامي الدروبي للترجمة جائزةً سنوية تمنحها وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب – للأعمال المترجمة من شتى اللغات والمجالات”.
وقد أوضح بركات في كلمته، أن عدد الأعمال المقدمة للدورة الحالية بلغ أربعة عشر عملاً، تنوعت بين الرواية والدراسة، والسياسة والتاريخ، والرياضة وعلم النفس، وأن اللجنة حين اختيارها الأعمال الفائزة أخذت بالحسبان جملة من النقاط، هي: قيمة العمل بلغته الأصلية، وفائدته للقارئ العربي، ودقة الترجمة، وأسلوبها.
آفاقٌ جديدة
بدورها تحدثت السيدة أريج بوادقجي رئيسة تحرير مجلة “شامة”، وأحد أعضاء لجنة تحكيم جائزة القصة القصيرة الموجهة إلى الطفل في تصريح لها خصّت به ملحق “الثورة” الثقافي عن أهميّة أدبِ الأطفال، ولا سيما القصّة الموجهة إلى الطفل، وذلك لقدرتها العالية على جذبِه، وتشويقِه، وملامسةِ يومياته، ومشاكله الصغيرة وأحلامِه، ودورها الكبير في إلهامِه، وبنائِه، وترميمِه، وتنميتِه فكرياً ولغوياً واجتماعياً، وبالتالي إنسانياً. ورأت رئيسة تحرير مجلة “شامة” أن كاتب القصّة الموجهة إلى الطفل، ليس كاتباً عادياً، بل هو كاتب يمتلك ملكاتٍ إضافيّة تؤهله للوصولِ إلى عالمِ الأطفال، والتأثيرِ بهم بمحبّة، إذ إن هذه الشريحة – حسب رأيها – لا تحتمل السرد الطويل، ولا الإطناب والشطط، بل تحتاج إلى كاتب بارع، ومثقّف، وقادر على التكثيف، ويمتلك قدرة الساحر المدهش في اختلاق الأفكار الإبداعية الهادفة.
وأكّدت بوادقجي في ختام تصريحها أهمية مبادرة وزارة الثقافة – الهيئة السورية للكتاب في تخصيص جوائز لهذا الجنس الأدبي الفريد، مبيّنة أن هذ الأمر يفتح آفاقاً لاستقطاب الكتّاب الموهبين، والمؤهلين بحق ليكونوا كتاباً للأطفال، ولينضموا إلى مجموعة الكُتّاب والأدباء المميزين، لنتشارك وإياهم في عملية النهوضِ بواقع الطفل، وصولاً إلى بناء إنسانِ جديرٍ بأرضنا الطيبّة.
صلة وصل
من جانبه رأى الفنان التشكيلي رامز حاج حسين أحد أعضاء لجنة تحكيم جائزة اللوحة الموجهة إلى الطفل في تصريح له لملحق “الثورة” الثقافي أن إجراء مثل هذه المسابقات لتنشيط الحركة التشكيلية الموجهة إلى فن الطفل، ولوحته أمرٌ بالغُ الأهمية في هذه الفترة، إذ إن لغة الطفل البصرية هي مفتاحه نحو عالم التخيل والإبداع والرقي الحضاري، كما أنها صلة وصل بحضارته وتاريخه السوري العريق. وأضاف: إن وزارة الثقافة وعت من خلال السيدة وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوّح أهمية هذا المفصل فكان دعمها للهيئة العامة السورية للكتاب.
التاريخ: الثلاثاء1-12-2020
رقم العدد :1022