على مدى أسبوع وأكثر من أيامنا الثقافية التي أطلقتها وزارة الثقافة اتسم المشهد الثقافي في المحافظات السورية بالغنى والتنوع، وبمتابعة كثيفة من جانب الجمهور الذي شارك في أنشطته وفعالياته التي تضمنت الندوات والمعارض والحفلات الموسيقية والمسرح والمهرجانات ..الخ .
لاشك أن الاهتمام بهذا المشهد بشكل عام يعود إلى إيمان الدولة السورية بأهمية الثقافة ودورها في بناء المجتمع والإنسان, وبحجم الأدوار التي يمكن أن تؤديها باعتبارها محوراً من محاور التطور والازدهار للمجتمعات البشرية.
نعم .. أيامنا الثقافية التي نشهدها ونتابعها اليوم تقوم بجهد تنويري لتوعية أبناء المجتمع السوري, والارتقاء بالوعي الفكري والثقافي والفني, ووزارة الثقافة تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في مجال الحياة الفنية والثقافية عبر ماتقوم به من مسرحيات وندوات ومعارض فنية تقوم على تأصيل ثقافة الحوار والتحاور مع الآخر.
والأهم أن نشاطات مديريات الثقافة كما هو ملاحظ تتجه نحو الاهتمام بالتراث كونه هوية الوطن والمجتمع، وهذا لاشك أمر مهم بعد حرب دامت لمدة عشر سنوات أرادت تدمير تراثنا وحضارتنا وثقافتنا… لكننا في المقابل نقول: إن تلك الأيام فرصة لإعادة النظر في قراءة حال وواقع الشباب السوري والعمل على دراسته من مختلف الجوانب وتقديم الحلول المناسبة له لاسيما وأن لدينا الكثير من الطاقات المهدورة.
السوريون الذين كتبوا تاريخاً حافلاً بالنضال والعطاء، وخاضوا معارك الحرية والكرامة سيستمرون بما بدؤوه, سيستمرون بالبذل والعطاء فجميعهم يعملون كخلية نحل كل من مكانه من أجل المصلحة الوطنية العليا, فهم مؤمنون بأن النصر الذي تحقق سيثمر قمحاً وخبزاً وخيراً وعطاء, وقدرة خلاقة على الفعل والعطاء, كيف لا والسوريون ينتصرون لوطنهم اليوم وغداً وبعد غد.
رؤية – عمار النعمة