سؤالان يطرحان نفسيهما بالنسبة لكرة الفتوة مع بدايات الدوري الممتاز، ماهي أبعد نقطة يمكن أن يصل إليها الفريق، وما هي المقومات التي يمتلكها النادي لتوصله إلى هذه النقطة؟!.
النظرة العاطفية التي يمتلكها عشاق “الآزوري” شأنهم شأن مشجعي أي نادٍ آخر، تراه منافساً على المراكز الأولى، لكن الرياضة رياضيات، والمستطيل الأخضر يقاس بالمتر، أما داخل الستة عشرة الخطيرة على الجهتين فالقياس بالسنتيمتر وأي خطأ في المسطرة يكلف ثمناً باهظاً.
يمكننا القول إن الفتوة لايعد منافساً على القمة بمراكزها الثلاث، فهذه حكر على أندية أخرى تمتلك أسس التفوق مجتمعة، وإن قراءة معطيات تلك الأندية تقول إن المراكز الأولى ستكون موزعة فيما بينها.
هل للفتوة طموحات كبيرة تتجاوز تخوم السعي الحثيث للبقاء بين الكبار وتجنب الهبوط؟ وهل لديها أوراق اعتماد للتقدم إلى المنطقة الدافئة، وحجز مكان لها في وسط اللائحة؟
يبدو من المنطق الحديث أن كرة الفتوة لا تتوفر لها ظروف مثالية، ولا حتى قريبة من المثالية، بيد أنها تتحرك في هامش أكبر من الهوامش المتاحة لكثير من الأندية الأخرى، وعلى الرغم من ذلك، فإن مردودها على صعيد النقاط والترتيب لا يعكس حقيقة الامكانات، المادية منها والإدارية والفنية، وأيضا ما يتعلق بالجانب المهاري والبدني للاعبيها ولنوعيتهم وسويتهم، فثمة خلل في جانب معين، قد يكون أقرب للصواب الإشارة إلى عدم توظيف هذه الإمكانات بالشكل المطلوب، أو ضعف استثمارها بالصورة الصحيحة. فالفريق يضم مزيجاً من اللاعبين الماهرين ولاعبي الخبرة واللاعبين الأقوياء بدنياً، أضف إلى ذلك ما يميز لاعبيه من الروح القتالية العالية، وربما من المجدي إضافة لاعب أو أكثر من ذوي النوعية القريبة من النجومية، ليشكلوا مع زملائهم قوة ضاربة في الملعب، تساهم في تحسين النتائج وحصد النقاط والتقدم على سلم الترتيب، وهذا أمر مرتبط بالناحية الهجومية، على وجه الخصوص، فلا بد من وجود هداف شامل ومتكامل يترجم مجهودات عناصر الفريق بجدارة واقتدار، فالحصيلة التهديفية متدنية جداً، ونأمل أن تجد هذه المشكلة حلاً لها خلال الأيام القادمة. وفي المحصلة فإن ما يحتاجه الفتوة بقوة جمهوره الوفي لحبه ودعمه والوقوف معه في السراء والضراء.
مابين السطور- سومر حنيش