هل تشبه شخصية جويل ريبرون المبعوث الأميركي الجديد إلى سورية شخصية الشيطان في فيلم عن الخيال العلمي.. أو حتى الخيال السياسي..؟ هو أكثر من ذلك حين باتت أميركا بسياسييها وشرورهم لا تشبه إلا ذاتها… فاقت كل الخيالات..
بالأمس وصل المبعوث الأميركي إلى بلاط مهمته وبدأ بتصريحاته عن الملف السوري وراح يعد (الحسنات) الأميركية في سورية من العقوبات إلى الاحتلالات حتى تمويل الإرهابيين ودعم المتطرفين.. الرجل لم يستحِ أن يقول إن واشنطن بمبلغ 12 مليار دولار باتت أكبر مانح (إنساني) للسوريين وأن قانون قيصر هو الحل للضغط عليهم بالاتجاه الذي تريده أميركا، وأن الاحتلال في الجزيرة السورية هو (لمحاربة) أذيال داعش والنصرة في سورية، وربما كان ريبرون سيكمل العد على أصابعه لو لم يجد أن باقي هذه الأصابع شبه محترقة، خاصة التركية منها، والتي لا يحبها جو بايدن الرئيس الأميركي الجديد.. ولكن لن يقطعها بالتأكيد.
لن نفند كثيراً أصابع (الحسنات) الأميركية والمليارات التي صرفت لدعم الإرهابيين أو حتى قانون قيصر وأسلوب اللكم الأميركي على المعدة السورية في هوليودية العنف السياسي والاقتصادي الأميركي التي باتت تجاري أي خيال.. لكن..
ريبرون تحدث عن عمل لجنة مناقشة الدستور التي أنهت بالأمس جولتها الرابعة، وتخوف عليها من العرقلة، وزاد في تأملاته ثم صرح بأن الضغوط الأميركية ربما تكون ناجحة لعمل اللجنة، وخاصة العقوبات الاقتصادية، واللافت أن كلام المبعوث الأميركي جاء متزامناً مع مطلب الوفد الوطني برفع الحصار الاقتصادي… من الواضح أن واشنطن تسعى للتأثير على عمل اللجنة وزج أنف المبعوث الاميركي فيها من تحت الطاولة أو من فوق رؤوس بعض العملاء في الوفود والأطراف الأخرى.. لكن الأكيد أن ريبرون لن يترك فراغاً أميركياً في جنيف بل سيضيف ما يجري سياسياً هناك إلى قائمة عد (الحسنات) على أصابع الشيطان!!.
البقعة الساخنة- عزة شتيوي