بكثير من النفاق، يحاول الاحتلالان الأميركي والتركي، الداعمان الرئيسيان للمجموعات الإرهابية، تغليف إجرامهما في سورية، بشيء من الكذب عبر إظهار حرصهما “المفضوح” على وحدة وسيادة سورية، ومحاربتهما للإرهاب، طبعاً الإرهاب من وجهة نظرهما، وهو يختلف عن التصنيف الأممي والدولي.
قبل أيام قليلة مضت التقى المتحدث باسم رئاسة النظام التركي إبراهيم قالن، مع الممثل الأميركي الخاص إلى سورية، جويل رايبورن، في تركيا، وهناك أطلقا جملة من الأكاذيب تجاه سورية، والادعاء بعدم إدراج أي عنصر انفصالي من شأنه أن يعرض وحدة أراضي سورية ووحدتها السياسية للخطر في العملية السياسية التي ستشكل مستقبل سورية، متجاهلين الحقيقة البادية كعين الشمس، والمتمثلة بدعم الاحتلال الأميركي لميليشيات «قسد» الانفصالية، بالسلاح والتدريب، بهدف إقامة «كيان انفصالي» على حساب أجزاء من دول المنطقة.
الأنكى من ذلك كله ادعاء الطرفين رفضهما أي دعم سياسي واقتصادي وعسكري للجماعات الإرهابية في سورية، مع أن النظام التركي هو من مكن التنظيمات الإرهابية ومولها وسلحها وسهل دخولها من وإلى سورية عبر الحدود التركية، وهو ذاته من حول إدلب إلى بؤرة للإرهاب بإشراف المخابرات التركية، إلى حد جعل الخندق واحد، خندق جمع قوات الاحتلال التركي مع المجموعات الإرهابية في مواجهة الجيش العربي السوري.
هي سياسة النفاق المتوارثة في الإدارات الأميركية المتعاقبة، كما هو الحال في النظام التركي الفاسد، وآخر ذاك النفاق المتوارث، اعتراف جيمس جيفري بأن فريقه كان يضلل بشكل روتيني كبار قادة إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، بشأن عدد القوات الأميركية المحتلة في سورية، وأن العدد الفعلي لجنود الاحتلال الأميركي في شمال شرقي سورية أكثر بكثير من 200 جندي، وافق ترامب على تركهم هناك في 2019.
لم تكن تلك جلسة النفاق الأولى، ولن تكون الأخيرة، إلا أن ثمة حقيقة وواقعاً سوف ينسف جميع أحلام التركي والأميركي، وهي أن تحرير الاراضي السورية من رجس احتلالهما، مع مرتزقتهم الإرهابيين باتت قريبة، وهدف رئيس لدى أبطال الجيش العربي السوري، كان ومازال باق إلى يوم إعلان النصر الأكبر في سورية.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com