عبء جديد فرض نفسه بقوة مجدداً على الأسر السورية التي باتت تتكلف مادياً ومعنوياً نتيجة التراجع الواضح في المستوى التدريسي في عدد من المدارس العامة وحتى الخاصة ولدى عدد من المدرسين، حيث بات على رب الأسرة تأمين مصاريف الدروس الخاصة أو ما بات يعرف اليوم بالدورات المسائية التي ما إن يخرج الطالب من دوامه الرسمي في المدرسة التي ينتسب إليها، حتى يجد نفسه يعود إلى صفوف الدورات الخارجية التي تكاد اليوم تحل محل المدارس بقوة.
هذا العبء المادي الذي ليس بالقليل إلى جانب العبء الجسدي والمعنوي الذي يتكبده الطالب، وخاصة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، حجز لنفسه حيزاً رئيساً وحصة كبيرة من دخل الأسرة، تكاد تصل إلى أكثر من 40% في الشهر الواحد، إلا أن الدروس الخصوصية أو (الدورات المسائية) باتت تشكل بيت الأمان للطالب أكثر من المدرسة التي يقول الكثيرون إنهم لا يستفيدون من الدروس التي يتلقوها من بعض المدرسين وخاصة في المواد العلمية واللغات واللغة العربية..
ولعل المتابع لحركة ونشاط الطلاب على مدار الأسبوع وفي أيام العطلة الأسبوعية يكاد يجزم أن هناك دواماً فعلياً حتى في أيام العطل فهو يشهد بأم العين طلاباً يتأبطون كتبهم وكراريسهم ويقصدون مقرات دوراتهم..
المشكلة هنا باتت بحاجة إلى حل فعلي وحقيقي، فإن كان هناك من يقدر على اختصار نفقاته الشهرية ليخصص جزءاً من دخله لهذه الدروس، فإننا نجد الكثيرين أيضاً غير قادرين على هذا وبالتالي هناك فئة من الطلاب متضررة من سلوك بعض المدرسين داخل المدارس، وعدم قدرتهم على جذب انتباه الطالب وإيصال المعلومة له.
قد يرى البعض أن الحالة المادية والدخل الذي يتقاضاه المدرس أقل من الجهد الذي يبذله وبالتالي يلجأ البعض منهم للتراخي أحياناً في الدروس ليتمكنوا من استقطاب طلاب إلى دروسهم الخصوصية.
لكن هذه الحجة وإن كانت مطلب حق إلا أنها يجب ألا تكون هي الحامل الرئيسي للمشكلة، لأن المغامرة بمستقبل الأجيال مساس بمستقبل الوطن كله لأن هؤلاء الطلاب اليوم هم عدة الغد والمُعوّل عليهم في حمل المسؤوليات القادمة..
حديث الناس- محمود ديبو