طرطوس – بشرى حاج معلا:
صراع وتخبط وأسئلة كثيرة بلا أجوبة يعيشها المواطن اليوم نتيجة الضغوطات الاقتصادية لدخل محدود لا يعيش لبضعة أيام ..
الثورة التقت عدداً من المواطنين ذوي الدخل المحدود في طرطوس للاطلاع على واقع الحال المفروض فكان الحديث ثقيلا على قلوب تبحث عن لقمة يوم لا أكثر ..
اسماعيل محمد موظف تحدث عن المعاناة الشهرية وأوضح أن بعض الزيادات التي تضاف على الراتب الشهري لاتتناسب مع الارتفاع الهائل بالأسعار، ولا تسهم في التخفيف من حدة تأثيرات ارتفاع الأسعار اللحظية على مستويات المعيشة، وأضاف أن استمرار ارتفاع الأسعار يتطلب إجراءات إضافية إلى جانب زيادة الرواتب والأجور، كالسماح للجمعيات التعاونية ومراكز التسوق العامة بالاستيراد المباشر لكسر الاحتكار وتنمية دور جمعيات حماية المستهلك للحد من تأثيرات العوامل الداخلية في ارتفاع الأسعار باعتبار أن الراتب أضحى القوت الوحيد لنا..
“نعيش على أمل أن تُفرج”
هو لسان حال عباس العامل في أحد محلات الألبسة في طرطوس حيث قال: تشهد السلع ارتفاعا يومياً، ولا أحد قادر على التنبّؤ بما ستؤول إليه الأوضاع، أما الإقبال على الشراء فهو خفيف، يكاد يقتصر على القلة .. لا زبائن اليوم إلا لما هو ضروري ، يقصدنا المواطنون لشراء أرخص الأنواع من الألبسة من نوع معين ولا من “يدلع ” نفسه بأنواع كانت مخصصة للتباهي.. فمن لديه قرش يحتفظ به لأن الأحوال لا تبشر بالخير و بشكل عام تحسب حساب الأسوأ في بلد القدرة الشرائية فيه للمستهليكن ضعيفة في الأحوال العادية، فكيف الحال في مثل هذه الظروف بسبب عدم ثبات سعر الصرف وفي ظل قرارات حكومية غير مدروسة.
على عكس عباس تحدث حسين الذي يتولى البيع في قسم الكهربائيات والأدوات المنزلية، مطمئناً، فهذه فترة انقطاع كثير في التيار الكهربائي حيث الارتفاع اليومي في أسعار المواد الكهربائية والأدوات المنزلية والذي يصل في مصلحة الأعطال المتكررة للبطاريات أيضا..وكل مايمت بصلة للأدوات المنزلية.
اما ابتسام التي تتردد يومياً على أحد أسواق الخضر والفاكهة الكبيرة في سوق الخضار فتحدثت باستغراب من صراخ الناس ووجعهم من الغلاء ، والفساد الذي لا يصل أسماع المعنيين، وكأنما أعطى مفعولاً عكسياً، فها هي أسعار الخضر والفواكه ترتفع كل يوم ولا يمكن التكهن بالسعر لمدة يومين فقط وانما يشتعل الارتفاع اللحظي دون أي مبرر..
وأضاف أحد العاملين في متاجر سوق الجملة بقوله: إن مراقبة الأسواق تعطي بعض النتائج الإيجابية، وبالأخص عند فرض غرامات مالية على متاجر البيع التي تقوم بالبيع بأسعار خيالية بلا رقيب ولا حسيب لتشكل خطوة نحو كبح جماح ارتفاع الأسعار ولكن بشرط أن يكن التحرك حقيقي فعلا ..
وأشار احمد عبد الرحمن وهو يعمل في إحدى المحلات التجارية
يشكل الارتفاع الكبير واللحظي في الأسعار وبالأخص أسعار المواد الغذائية إحدى الظواهر الملفتة للنظر في هذه الفترة وإن كانت أسعار بعض السلع الكمالية يمكن للمستهلك التعامل معها من خلال التقشف أو الحد من استهلاكها، فإن هناك سلعا لا يمكن الاستغناء عنها، كالمواد الغذائية والأدوية والتي ترتفع أسعارها للأسف بمعدلات تفوق غيرها من السلع، وذلك لمعرفة الاحتكارات الأكيدة باستحالة الجوعى والمرضى الاستغناء عنها..
وأوضح بعض من التقيناهم أن صالات السورية للتجارة في طرطوس والتي يقصدها البعض ولا سيما أوائل الشهر، لشراء حاجياتهم لشهر كامل أن النقص في توفر بعض المواد وغياب النوعية الجيدة هو دوما سيد الموقف ..
مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك بطرطوس مازالت توضح في ردودها أن هناك سلعا تخضع في آلية تسعيرها إلى نسب الأرباح الواردة بقرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك رقم 2072/2016 بما يتوجب على صاحب الفعالية المستوردة أو المنتجة محلياً إصدار فاتورة تجارية أصولية يحدد فيها صفة البيع ، وإعداد بيان كلفة المادة التي يتعامل بها من واقع تكاليفه الفعلية يحتفظ به لديه لحين الطلب أو الشكوى .
أما بالنسبة للمراقبة فهي مستمرة ضمن إطار اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة في حال وجود أي مخالفة.