اغتيال “إسرائيل” زادة.. هل يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية؟!

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

تم اغتيال محسن فخري زادة العالم النووي الإيراني في هجوم إرهابي منسق خارج طهران يوم السابع والعشرين من تشرين الثاني الماضي، وقد ألقت الحكومة الإيرانية باللوم على “إسرائيل” في الهجوم، ووفقاً لتقارير عدة فقد أكد مسؤولون أمريكيون واستخباراتيون تورط “إسرائيل” بجريمة الاغتيال.
ومن المعروف أنّ “إسرائيل” قد نفذت العديد من الاغتيالات المماثلة لعلماء أقل شهرة من فخري زادة منذ أوائل عام 2010 بسبب معارضتها الشديدة لعودة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
ويبدو أن الغرض من اغتيال العالم الإيراني هو إشعال صراع من شأنه أن يفشل خطة العمل الشاملة المشتركة.
وفي الوقت الذي تعهد كل من خامنئي والرئيس الإيراني بالانتقام لمقتل فخري زاده, يبدو أنّ لدى الحكومة الإيرانية حافزاُ للالتزام بتعهداتها والامتناع عن أي رد فوري على الاستفزازات الإسرائيلية، ومع ذلك فإن جريمة الاغتيال ستعقّد بشكل كبير مهمة إدارة بايدن القادمة للعودة إلى الاتفاق النووي، إذ إنها ستقوي يد المتشددين داخل إيران، وسيُظهر الإيرانيين من جميع الأطياف عدم استعدادهم للتنازل عن القضايا المتعلقة بالأمن القومي.
ومن المرجّح أن الولايات المتحدة وإيران تتجهان بالفعل نحو حافة الحرب مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة من إدارة ترامب، كما أنّ الاغتيال سيؤدي إلى زيادة التوترات مع اقتراب العام من نهايته، وقد تستغل الإدارة الأمريكية أي رد إيراني على الهجوم الإسرائيلي كذريعة للقيام بعمل عسكري، لذلك تمارس إيران أقصى درجات ضبط النفس في الوقت الحالي، فالحكومة الإيرانية مهتمة قبل كل شيء بالدفاع عن نفسها ضد التهديدات الخارجية، ولكن تكرار الاستفزازات الأمريكية والإسرائيلية ستدفعها عاجلاً أم آجلاً إلى الانتقام.
إن هذا الحادث البشع، جريمة اغتيال زادة ، يذكّرنا بمدى سخافة الهوس ببرنامج إيران النووي، “فإسرائيل” تمتلك أسلحة نووية غير مُعلَنة ولديها ما يقدر بمئتي رأس حربي في ترسانتها ، كما تمتلك الولايات المتحدة واحدة من أكبر ترسانتين نوويتين في العالم.
وعلى العكس من ذلك، لم يكن لدى إيران أي برنامج للأسلحة النووية منذ 17 عاماً، وهي لم تمتلك أبداُ أسلحة نووية، والدور الذي لعبه فخري زاده في هذا البرنامج لا يمكن أن يهدد أحداً على الإطلاق، وهو لم يكن أبداً “أبو القنبلة الإيرانية” كما كانت تدّعي وسائل الإعلام الغربية المليئة بالأخطاء والأكاذيب والتقارير المضللة.
لقد اتّخذت إيران الخيار السياسي بعدم السعي للحصول على أسلحة نووية، ولكن مع كل هجوم جديد ضدها فإنها لاشك ستبدأ بالتفكير في تغيير هذه السياسة.
إن قتل العلماء الإيرانيين، بالإضافة إلى أنه عمل غير قانوني وشائن، يجعل القادة الإيرانيين أكثر تصميماُ على الحصول على رادع نووي لمواجهة التهديدات.
لا شكّ أنّ الاغتيال يعتبر هجوماً شنيعاً وغير مُبرّر، والحكومة الإسرائيلية التي ترعى الاغتيالات دائماُ وهي التي قامت بتنفيذ هذا الاغتيال هي مذنبة لا محالة، ولا يمكن أن يكون هناك عذر لمثل هذه الهجمات بغض النظر عن الهدف، كما يجب أن يتم إدانتها على نطاق واسع مثل أي هجوم آخر.
لقد اعتادت الولايات المتحدة و”إسرائيل” على تسمية كل عمل إسرائيلي عدواني خارج الحدود الإسرائيلية بأنه “دفاع عن النفس”، وهذا المنطق غير صحيح وليس له أيّ تبرير على الإطلاق، فقد نفذت “إسرائيل”، العميلة للولايات المتحدة، هجوماً شنيعاً على أراضي دولة أخرى بغرض تقويض السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية القادمة مع وجود خطر كبير بإشعال حريق إقليمي، لذلك يجب أن تتم معاقبة من ارتكب هذه الجريمة وإلا سيكون هناك المزيد من الجرائم المماثلة في السنوات القادمة.
في الوقت نفسه يظهر هذا الهجوم أن هناك خياراً واضحاُ أمام واشنطن بشأن سياستها تجاه إيران، فإما أن تتمكن من المضي قدماً في العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة واختيار سياسة خفض التصعيد مع إيران، أو أن حلفاءها وعملاءها في المنطقة سيواصلون الضغط من أجل المواجهة والصراع حتى يحصلوا في النهاية على الحرب التي يسعون إليها.
إن خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي كان هدفها الرئيسي المحافظة على بقاء البرنامج النووي الإيراني سلمياً، قد خفضت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران وجعلت الحرب بين الحكومتين أقل احتمالاً، ولكن ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية في عام 2018، تصاعدت المخاوف بشأن نشوب الحرب، فأعداء إيران في الولايات المتحدة يحاربون بشدة وعلى مدار السنوات الخمس الماضية من أجل إفشال الاتفاق، ومن الواضح أنّ الأمور ستأخذ منحىُ مأساوياً إذا استطاعوا النجاح في ذلك.
المصدرThe American Conservative

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة