الثورة أون لاين – دينا الحمد:
من مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات غير الشرعية فوقها، إلى ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، مروراً بحصار أهلنا في الجولان السوري المحتل، ومواصلة كل أشكال العربدة والعدوان، هي السياسات الإجرامية للكيان الإسرائيلي منذ احتلاله للجولان عام 1967 وحتى يومنا الراهن.
وجديد الكيان الإسرائيلي العنصري اليوم هو إقامة “توربينات” عملاقة في أراضي أهلنا الزراعية في الجولان السوري المحتل، حيث أغلقت قواته المحتلة عدداً من المداخل الرئيسية لقرى الجولان ومنعت الأهالي من الوصول إلى أراضيهم الزراعية في المناطق التي تريد سلطات الاحتلال إقامة المراوح الهوائية عليها.
وإذا كان الجولانيون الأحرار قد انتفضوا غير مرة ضد المحتل الصهيوني وقهروا إجراءاته وقراراته التعسفية، كما انتفضوا ضد قرار الكنيست ضم الجولان السوري للكيان الغاصب، واستمرت انتفاضتهم على مدى سنوات الاحتلال، وانتفضوا ضد قرار الرئيس الأميركي المزعوم منح السيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، فإنهم اليوم على طريق انتفاضة جديدة ضد هذه الخطوة الإسرائيلية العدوانية.
فقد سادت حالة من الغضب لدى أهلنا الذين انتشروا في أراضيهم لمنع الاحتلال من تركيب المراوح المذكورة، واحتشدوا منذ صباح اليوم على الطرقات المؤدية إلى الأراضي الزراعية التي تخطط سلطات الاحتلال إقامة المراوح الهوائية عليها في مناطق مجدل شمس وسحيتا وبقعاثا ومسعدة وسط وجود كثيف لقوات الاحتلال وقطع الطرق الرئيسية.
لكن ما لا يدركه كيان الاحتلال أن خطوته العدوانية المتمثلة بتركيب هذه المراوح ستذهب أدراج الرياح، ناهيك عن كل قراراته حول الجولان السوري المحتل وإجراءاته التعسفية التي ستلغى وتذهب إلى مزابل التاريخ لأنها لاغية وباطلة وليس لها أي أثر قانوني، وسيأتي اليوم القريب الذي يندحر هو واحتلاله وكل سياساته القمعية بحق أهلنا هناك.
فحالة الغضب اليوم، التي قد تتوسع لتشكل انتفاضة كبرى ضد الاحتلال ليست إلا الشاهد الحي على تشبث السوريين بحقوقهم ووقوفهم ضد هذا المخطط الإجرامي الجديد لكيان الاحتلال الإسرائيلي المتضمن تركيب مراوح عملاقة على أراضيهم الزراعية، وعلى استمرارهم في رفض الخطوات الاحتلالية منذ عقود.
وكما أفشل أهلنا معظم سياسات الاحتلال، ورفضوا الاستيطان، فإنهم قادرون على إجباره على طي صفحة (مراوحه) وسيواصلون الدفاع عن أرضهم مهما كلفهم الثمن ومهما بلغت تضحياتهم، ولن يسمحوا للمجرم نتنياهو بتنفيذ مخطط حكومته العنصرية الاستيطاني الرامي لإقامة هذه ال “توربينات” على ربا الجولان الأبي، يؤازرهم السوريون جميعاً ليس لإنهاء هذا المخطط الاستيطاني الإرهابي بل لتحرير كامل الجولان المحتل وعودته إلى وطنه سورية.

السابق
التربية تطلب من مديرياتها تحديد الأسبوع الأول من كانون الأول ليكون زاخرا بنشاطات اللغة العربية
التالي