فيما العالم كله يقف على مفترق طرق في مواجهة الوباء الذي يفتك بالملايين، تبدو واشنطن غير آبهة بالأمر من قريب ولا من بعيد.
بل ربما يجد المتابع في ألاعيب ترامب وإدارته الكثير مما يدل على أنهم يريدون لهذا الوباء أن يستمر طويلاً، لا يهم إن كان الأميركيون في ذروة الإصابات بل المهم العمل على تحقيق الفوائد المادية التي يمكن جنيها بادعاء تحقيق نجاح اختبارات اللقاح الذي يجب على العالم شراؤه من أميركا..
وبالوقت نفسه مع معمعة الانتخابات الأميركية التي تبدو وقائع نتائجها متقلبة غير مستقرة كما ترامب، مع أن المعطيات التي تضخها وسائل الإعلام الأميركية تشير إلى أن بايدن هو الفائز لكن المشكلة في ما يقوم به ترامب من حشد أدوات العدوان في المنطقة والعمل على صب الزيت على النار.
يحرك أدوات عدوانه ويحشدها في المنطقة وقد يكون الهدف استعراضاً للقوة الباطشة وقد ينزلق الأمر إلى عدوان يظن فيه خلاصه.. احتمالان متساويان تماماً لكن الحماقة قد تكون الأكثر حضوراً..
ترامب الذي يرى العالم مزرعة أميركا.. يعاقب هذا ويقرب ذاك مازال يمثل خطراً على الأمن والسلم العالميين ومع اقتراب موعد تسلم الإدارة الجديدة يبدو المشهد أكثر وضوحاً في البيت الأبيض وكواليس صناعة السياسة الخارجية الأميركية.. لاشيء له قيمة إلا ما يحقق سطوة ورغبات الإدارات الأميركية وما تمثله.. السيطرة على مقدرات الشعوب ونهبها.. أما ما يهدد العالم من أوبئة وأمراض وعوز وفقر فلا يهم أحداً هناك..
أميركا التي تدعي أنها حارسة العالم وترعى القيم والعدالة، هي اليوم أشبه ما تكون بأفعى تنفث سمها حتى في داخلها ولن تستطيع القفز والخروج من جلدها فهذه حقيقتها وواقعها.
من نبض الحدث- ديب علي حسن