على عكس ما كان منتظراَ من حالة الالتفاف الشعبي والإعلامي حول منتخبنا الوطني الأول بكرة القدم، وبينما كنا نتوقع أن يأخذ هذا الاهتمام بكل ما عاشه المنتخب من وقائع وأحداث بعداَ إيجابياَ ذا منعكسات مفيدة لرجال كرتنا، فقد تحول هذا الاهتمام الإعلامي بكل أسف إلى تحرك هدفه البحث عن السبق الصحفي، وإن كان ذلك في غير مصلحة نسور قاسيون، لا بل إن دور جزء من الإعلام الرياضي بات مقتصراَ على طرح وجهات نظر بعيدة عن المنطق من دون محاولة تغليب المصلحة العامة على الخاصة في ظل البحث المستمر عن الإثارة الصحفية من غير الالتفات لحيثية المسؤولية.
اتحاد كرة القدم وضع هدفاَ نصب عينيه وهو تأهل منتخبنا الوطني للرجال إلى كأس العالم، ولكن المشكلة تكمن في أن جزءاَ كبيراَ من الإعلام والشارع الرياضي وحتى البعض من كوادر اللعبة يعتقدون أن الهدف الذي وضعه اتحاد اللعبة الشعبية الأولى نصب عينيه يخصه كاتحاد فقط ولا يعني أن لكل مفصل من مفاصل اللعبة دوره الذي يجب أن يقوم به حتى يتحقق حلم الوصول إلى المونديال القادم.
طبعاً حتى كتابة هذه السطور مازال البعض يتعامل مع المنتخب على أنه يمثل سين أو عين متجاهلاَ أن المنتخب يمثل الوطن بأكمله، ونجاحه هو انتصار لسورية وليس لشخص بعينه فقط، كما يعتقد من يعمل على وضع العراقيل أمام اتحاد كرة القدم بشكل عام ومنتخبنا الوطني بشكل خاص رغبة منه في أن يفشل نسور قاسيون بتحقيق ما هو مأمول منهم.
وباختصار فما نريد قوله هو أن تحقيق حلم التأهل إلى المونديال العالمي يتطلب تكاتف جهود الجميع، بحيث تكون مصلحة المنتخب هي بوصلة العمل، لأن تحقيق أي انتصار وطني هو مسؤولية جماعية تبدأ من الإعلام، ولذلك فالالتفاف حول المنتخب هو المطلوب بعيداَ عن التسابق إلى أي تفاصيل تزيد من التساؤلات، وتدخلنا في عدة متاهات.
ما بين السطور- يامن الجاجة