الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
فن الرسم العجمي من أقدم وأجمل الأعمال اليدوية في سوريا عبر الزمن، وقد أصبح الذين يتقنونه قلائل لا يتجاوز عددهم اليد الواحدة، نظراً لأهمية التراث في حفظ تاريخنا وحضارتنا.
افتتحت مديرية ثقافة حمص دورة للرسم العجمي اليوم بإشراف رئيس جمعية المهن التراثية في اتحاد حرفي حمص أحمد الكردي.
وأشارت رئيس قسم التراث في المديرة آية سليم إلى أنه تم إطلاق أول دورة تابعة لقسم التراث بعنوان “الرسم العجمي” الذي يعني بالفن الدمشقي خصوصاً، والسوري عموماً، بهدف تعريف هذا الجيل على التراث اللامادي، وتراوحت أعمار المشاركين بين ١٦ حتى ٣٠ عاماً، لتكون فرصة لالتقاء الأجيال وتعرفهم على هذا الفن، وأضافت سليم في تصريحها لـ”الثورة”: هذه البداية وسيكون هناك العديد من الدورات كالرسم على الزجاج ،كان الإقبال على التسجيل ملفتاً للنظر، فقمنا بانتقاء المشاركين بعناية ممن لديهم موهبة رسم حتى نختصر مراحل في التدريب، بهدف تعليمهم حرفة ومهنة يستفيدون منها وتكون مورد رزق، ومدة الدورة شهر ونصف، على ١٢ جلسة.
الفنان الحرفي أحمد الكردي بين في تصريحه أبعاد الدورة وضرورتها قائلا: دُعينا لإقامة دورة للرسم العجمي أو الرسم الدمشقي النافر ، كونها حرفة دمشقية قبل العصر الأموي، زُينت بها جدران المسجد الأموي والقصور والمنازل الدمشقية القديمة، وكذلك جدران المسجد الأقصى، نعتمد في الفن العجمي على الرسم والألوان والفن الإسلامي والفارسي وعدة فنون أخرى اجتمعت معاً كفن نافر ويعتبر هذا الفن اختراع دمشقي.
كنا نسعى لإقامة هكذا دورة منذ زمن، للحفاظ على التراث، وتشجيع هذا الجيل للتعرف عليه، والعمل به ، في ظل قلة عدد الأشخاص الذين يتقنون هذا الفن ، فلا يتجاوز عددهم اليد الواحدة.
وعبر الكردي عن سعادته بإقامة هذه الدورة وحجم الإقبال الكبير لتعلم هذا الفن، وأنهم يحاولون جذب الشباب للاهتمام بتراثنا وحضارتنا، وأشار بأنه سيعمل على إيصال المعلومة بسهولة ومصداقية، وتعليمهم أسرار هذا الفن، ومبادئه الأساسية، علماً أن هذا الفن يحتاج اجتهاد شخصي كبير.
وأضاف: بالرغم من أن السياحة كانت صفراً خلال فترة الثورة، وهذا الفن يعتمد على السياحة، إلا أن عشق هذا الفن يجري في عروقي فلم أتخل عنه ولم يتخل عني، فأصبحت الريشة ترقص بين أصابعي.
واختتم بأمنية أن تتكرر هكذا دورات للمهن التراثية، لوجود العديد من المهن في الجمعية الجديرة بالاهتمام مثل الرسم على الزجاج والحفر على الخشب، وصناعة الفخار وصناعة الصابون مع انضمام العديد من الكيميائيين الشباب لاتحاد الحرفيين ليبدعوا في صناعة الصابون والعديد من المستحضرات التي لا تؤذي البشرة، حيث يمكن للشباب من خلال هذه الدورات إقامة مشاريع صغيرة.
يذكر أن الفنان الكردي له بصمة رائعة في فن الرسم الدمشقي، حيث قام للمرة الأولى بنقل زخارف المسجد الأقصى بحرفية إلى سوريا، وزين مدخل السقف الغربي لمسجد النور في حمص بتفاصيله، لتذكره الأجيال به.