الثورة – رنا الحمدان :
تواجه صالة الكندي، آخر دور السينما المتبقية في طرطوس، خطر الإغلاق بعد أن وافق مجلس المدينة عام 2024 على تجديد عقد استثمارها مع المؤسسة العامة للسينما لمدة ثلاث سنوات فقط،

مقابل بدل إيجار سنوي قدره 136.5 مليون ليرة، مع التأكيد أن هذا التجديد سيكون الأخير تمهيداً لتحويل الموقع إلى مجمّع خدمي جديد يضم القصر البلدي.
حالياً، لا تُقدَّم عروض سينمائية حقيقية في الصالة، ويقتصر نشاطها، وفق مديرة الصالة عفاف لطوف، على عروض كرتونية لرياض الأطفال.
وأشارت لطوف إلى أن العروض الجديدة تحتاج لموافقة رسمية من محافظ طرطوس، مؤكدة حاجة الصالة للصيانة بسبب تسرب مياه بجانب شاشة العرض.
لسكان طرطوس ذاكرة سينمائية غنية، يروي الخطاط عادل شقرا كيف كانت السينما في خمسينيات وستينيات القرن الماضي حدثاً اجتماعياً ينتظره الأهالي، وكيف كانت الصالات تستضيف فنانين كباراً وتتحول إلى مسارح وبطولات رياضية، ويستذكر صالات عديدة اندثرت تباعاً مثل “سينما الدنيا” التي احترقت، “النجمة، الأمير، السبع، الأمل”، وصولاً إلى “العباسيين” التي هُدمت عام 2019، لتبقى الكندي الناجية الوحيدة.
فيما توقّف نشاط النادي السينمائي في طرطوس منذ عامين كما أشار فيصل ملحم رئيس مجلس إدارة النادي السابق، بعدما كان منذ تأسيسه عام 1981 واجهة ثقافية تقدم عروضاً ومناقشات دورية، واصطدمت محاولات إحيائه بضرورة الحصول على ترخيص جديد.

ورغم أن مشروع “مول الغدير” كان يتضمن صالة سينما حديثة، إلا أنه لم يكتمل، ومع غياب الاستثمارات الخاصة بقيت طرطوس خارج الخريطة السينمائية السورية، ومع أن أضواء الكندي تخفت، يبقى الأمل قائماً لدى عشاق الفن السابع بعودة زمن السينما إلى المدينة.