الثورة – عبدالغني العريان:
دشن فرع البريد في حلب خدمة “شام كاش” في مركزه الرئيسي بحي الجميلية، فاتحاً الباب أمام نقلة جديدة في طريقة تعامل المواطنين مع الرواتب والحوالات والمعاملات النقدية، وذلك كمرحلة أولى ضمن خطة أوسع تستهدف تعميم الخدمة على مختلف مناطق المدينة والريف.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه المكاتب البريدية ازدحاماً متزايداً، ولاسيما مع اعتمادها كمراكز رئيسة لصرف الرواتب والمعاشات والحوالات المالية لمختلف الشرائح الاجتماعية، بما في ذلك الموظفين والمتقاعدين وذوي الدخل المحدود.
وأوضح مدير الفرع أمين يحيى المحمد، أن خدمة “شام كاش” تمثل إحدى أدوات التحديث التي تعمل المؤسسة على إدخالها لتعزيز كفاءة الأداء وتقديم حلول بديلة ومرنة للمواطنين، خصوصاً فيما يتعلق بعمليات السحب والإيداع وتحويل الأموال ضمن شبكة البريد السوري.
وأشار إلى أن الخدمة تسهم في تخفيف الضغط على المكاتب البريدية التقليدية، من خلال الاعتماد على نظام إلكتروني مرن يتيح للمواطن إجراء معاملاته المالية بسهولة من دون الحاجة إلى الوقوف في طوابير طويلة، كما تتيح الخدمة للمستفيدين استلام حوالاتهم أو رواتبهم بسرعة أكبر، ومن مراكز متوزعة بشكل جغرافي يخدم شرائح واسعة من السكان.
خطة للتوسع
وبيَّن مدير البريد أن إطلاق الخدمة في مركز الجميلية هو جزء من خطة مرحلية تشمل لاحقاً توسيع نطاق العمل بخدمة “شام كاش” لتشمل جميع المكاتب البريدية في مدينة حلب وريفها، وهو ما سيمنح المواطن مرونة في اختيار أقرب نقطة لاستلام مستحقاته أو إجراء معاملاته المالية، دون التقيد بمركز واحد.
وأكد أن المشروع يأتي في إطار سياسة الحكومة لتبسيط الإجراءات وتخفيف العبء عن المواطنين، ولاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تتطلب من الجهات الخدمية تقديم حلول أكثر كفاءة وسرعة.
ارتياح شعبي
وانعكس إطلاق خدمة “شام كاش” في مركز الجميلية بشكل إيجابي على الحركة اليومية داخل المرفق، وبدا تحسن واضح في انسيابية المعاملات المالية وسرعة إنجازها مقارنة بالفترات السابقة.
وقد أسهمت الخدمة في تقليص وقت الانتظار، وتخفيف الضغط على المواطنين، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بالتنقل والازدحام في بعض أحياء المدينة.
كما ساعدت الخدمة في تقليل الاعتماد على المراكز الرئيسة، عبر توفير نقطة صرف جديدة أقرب إلى العديد من الأحياء السكنية، ما خفّف الأعباء عن الفئات الأكثر تضرراً، كالموظفين المتقاعدين وذوي الدخل المحدود، وتنتظر توسعتها في المرحلة المقبلة لتشمل مكاتب إضافية في المدينة والريف، بما يلبي تطلعات شريحة أوسع من المستفيدين.
نقلة نوعية
وينتظر أن تُحدث خدمة “شام كاش” نقلة نوعية في طبيعة المعاملات المالية داخل محافظة حلب، خاصة وأنها تستهدف الشرائح التي تعتمد على البريد كمصدر رئيسي للخدمات المالية، في ظل محدودية انتشار البنوك والمصارف في بعض المناطق.
ويؤكد المعنيون في قطاع البريد أن توسيع نطاق هذه الخدمة سيخفف الضغط على النظام المالي التقليدي، ويمنح المواطنين وسائل أكثر مرونة لإنجاز معاملاتهم، بما يسهم في رفع مستوى الرضا العام عن الأداء الخدمي للمؤسسات الرسمية.
وقد ساهمت هذه الخدمة، منذ إطلاقها تجريبياً في عدد من المحافظات، في توفير جهد كبير على السوريين، وخاصة كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والعاملين في مناطق بعيدة عن مراكز المدن، حيث أصبح بإمكانهم إنجاز معاملاتهم المالية بسهولة، دون تعقيد أو انتظار.