لأن القراءة بوابتنا لاكتشاف العالم من حولنا، في ظل تزاحم الإعلام الالكتروني، ولأن الكتاب هو خير جليس، كانت الاحتفالية باليوم الوطني للتشجيع على القراءة بالتعاون بين وزارتي التربية والثقافة، فقد أضاءت منابرنا الثقافية في غير محافظة للاحتفاء بهذه المناسبة تشجيعاً وتحفيزاً للقراءة، للتأكيد من جديد على أن لا حضارة من دون قراءة، ولا إبداع من دون كتاب.
ورغم تميز تلك النشاطات وغناها بالمواهب من قبل الأطفال الذين أبدعوا “رسماً وغناء وكتابة ومسرحاً تفاعلياً” ورعاية الجهات المعنية بهذه المواهب التي تنبىء بمستقبل يشع ثقافة وعلماً، تبقى تلك الحلقة المفقودة، وهي كيف نجعل من الكتاب رفيقاً دائماً وصديقاً حميمياً، والقراءة ثقافة يومية؟.
ربما البداية تكون من الأسرة ومن ثم المدرسة والمراحل التعليمية المتتابعة، فعندما تدرك الأسرة معنى أن يتعرف الطفل على الكتاب من خلال قراءة بعض القصص والحكايات، فإنها ترسم بذلك أولى الخطوات الصحيحة لتعليم طفلها أن العالم يتسع من خلال الاطلاع على ثقافات الشعوب، وأن الكتاب وسيلتنا للانطلاق إلى الفضاء الأرحب في العلم والمعرفة والمتعة، ما يخلق لديه الفضول للغوص في هذا العالم السحري العجيب.
ولطالما سعت الجهات المعنية بالشأن الثقافي عبر معارضها وفعالياتها المستمرة على مدار العام لتكريس ظاهرة القراءة وجعلها زاداً يومياً، ولكن طغيان التقنيات الحديثة والتكنولوجيا والتوجه إلى الحصول على المعلومة السريعة حدت من انتشار ثقافة القراءة واقتناء الكتاب.
ولكن بالطبع هذا الأمر لا يمكن أن يدخلنا في متاهة اليأس، فما نشاهده من نتاجات أطفالنا ومواهبهم في المجالات الثقافية كافة، يعيد لنا الأمل من جديد، بأن المستقبل سيشرق بهم، ولاسيما ونحن نشهد هذا الاهتمام المتزايد في تنمية قدرات الأطفال والسعي لوضعهم على طريق الصواب، ومتابعة إبداعاتهم وتسليط الضوء عليها لتكون حافزاً للجميع في السير على هدي هذه الخطا.
والأمر الأكثر أهمية هو ضرورة تفعيل المكتبات المدرسية، فالمدرسة هي “بيت الحياة” ولها الدور الكبير في تشجيع الطلاب على تشكيل مكتبتهم الخاصة، وجعل الكتاب هديتهم المفضلة وخير جليس لهم، لأننا نؤمن بأن ينبوع الحكمة لاشك يتدفق من رفوف الكتب.
رؤية- فاتن أحمد دعبول