لأن الإرهاب لا دين له ولا جنسية، لم يعد مقتصراً على دول أو مناطق بعينها، أو على ثقافة وديانة محددة، وإنما أصبحت مصادره متعددة وخلاياه تعيث فساداً في جميع الأنحاء.
وما الاعتداء الإرهابي الآثم على كنيسة مار الياس في الدويلعة بدمشق، إلا تهديد للسلم الأهلي في سوريا، ويستهدف وجود الوطن وحضارته ومستقبله، ويعصف بمنجزات الإنسانية وقدراتها على ترسيخ الأمن والأمان، وتعكير للأجواء المفرحة التي تسودها البلاد في ظل سعي الحكومة للنمو الاقتصادي وتحسين الوضع المعيشي.
الهجوم الإرهابي الجبان، لا يستهدف فئة أو طائفة معينة، بل يستهدف كل السوريين، هدفه إظهار عجز الدولة السورية عن حماية مواطنيها، لكن العيون الساهرة سوف تكون لأولئك بالمرصاد حتى تقضي عليهم.
إن التطرف المستمر عبر الخطاب الطائفي وإثارة الفتن، ينذر بخطر وتنامي الإرهاب الذي يهدد المجتمع الدولي برمته، وإن ما حصل أمس من اعتداء آثم على الأبرياء في دار عبادتهم لهو محاولة دنيئة للعبث بالسلم الأهلي وبأمن البلاد والعباد وسعي فاشل لإحراج الدولة وزرع الفتنة، بعد أن أثبت مجتمعنا تماسكه بعد التحرير.
من المعروف أن كل ما يحتاجه الفكر الإرهابي هو البيئة الخصبة لكي يسهل انتشاره، وتنفيذ أعماله الإرهابية، لكن سوريا بتماسك قيادتها وأهلها لن تكون بيئة للاضطهاد والفساد الذي يسعى له المتربصون والحاسدون للمرحلة التي وصلت إليها.
الدولة اليوم أمام مسؤولياتها للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه للنيل من هيبتها وأمن الوطن والمواطن والعبث بالسلم الأهلي، والتأثير السلبي على العيش والتفاعل المشترك بين الأطياف السورية، في الوقت الذي يعزي كل شخص نفسه بالضحايا لأن كل سوري حر هو من ذوي هؤلاء.