“أرسل من السماء شعاع نورك، هلمّ يا رب المساكين، يا ضياء القلوب، أنت في التعب راحة وفي الحرّ اعتدال وفي البكاء تعزية، أيّها النور الطوباوي، طهّر دنساً، اسق ما كان يابساً اشف ما كان معلولاً ليّن ما كان صلباً اضرم ما كان بارداً امنحنا ثواب الفضيلة وامنحنا غاية الخلاص”.
اللهم ، يا سلوان المساكين، وغياث الملهمين وتعزية الحزانى يا رجاء البائسين، التمس لنا عذراً اليوم وغداً، ومن بغيرك نستغيث، نحن من آمنا بك إلها نجنا مما نخاف.
بالأمس زنروا حرمة بيتك المقدّس بقنابل الموت، لزعزعة الثقة بيننا وتفتيت اللحمة الوطنية وتمزيق نسيجنا المجتمعي.
عجزت الكلمات عن الوصف تحت فرادة المسميات، ولم تكن المصطلحات في وقتها براءة، بل راح مسوقوها يلعبون بها، يرمونها كحجارةٍ من سجيل لإشعال الفتنة والتحريض، لتكن الإشكالية التفرقة بين قتيل وشهيد وضحية وجميع الصفات نتيجة فعل جبان يغطى تحت عباءة المعتقدات الدينية.
ورغم ذلك، ما هي إلا لحظات حتى هرع المجتمع السوري للمساعدة، يتبرع بدمائه، ويزيل الأنقاض، ويصوّرحجم الألم ويوثق الحدث ويتعاطف مع ضحاياه ويوضّح الأسباب ويبرزالنتائج ويندد بالجريمة النكراء ويستغيث الحق والعدالة والقانون، مؤمناً بثقافة الانتماء والانسجام والتلاحم، يبرد إن تفرّق ويحزن إن بدا وحيداً بمصابه.
في هذا اليوم المشؤوم، نحن أقوى من أي وقت مضى، أثبتنا لأنفسنا أن سوريا لم تكن يوماً إلا مختلفة، متفرّدة، حرّة واستثناء.. حاضنة للجميع حتى بجرحها النازف ومصابها الأليم.
كلّ الرحمة لمن ارتقى على كرسي المجد في صلاة طوباوية، لتسترح نفوسهم بسلام، وندعو الشفاء العاجل للمصابين، وكلّ السلام لسوريا التي يليق بها السرور يليق بها السلام الأبدي.