الفن التشكيلي في عيون النقد.. الحمد لـ “الثورة”: اللوحة وجبة دسمة تُغري للكتابة عنها

الثورة – عبير علي:

الفن حالة من حالات الإبداع والابتكار والاكتشاف والتجديد للقيم الفكرية والفلسفية والجمالية.. أما الفن التشكيلي :هو النافذة التي تطل على الجانب السامي للنفس البشرية، كما أنه لغة عالمية تترجم من خلال حاسة البصر، ويعتبر منفذاً من منافذ الحياة الواسعة، الذي يسجل التاريخ وعظمته بصوره ووقائعه، وللفن دور بارز في حياتنا برسائله ومؤثراته، ما جعله يدخل في عالم الموضة والصناعات وفي أمكنة كثيرة، وكان له حضوراً مميزاً، أما الفن الحديث فقد خرج عن كلّ القواعد وكسر المفاهيم القديمة بمفاهيم جديدة .

وللإضاءة على الفن التشكيلي وأهميته في الحياة كان لصحيفة الثورة حديث مع الفنان التشكيلي السوري والناقد الفني موسى الحمد، ابن مدينة الرقة..

– حبذا لو تحدثنا عن النقد الفني، وأهميته في الفن التشكيلي، وما الذي يمكن أن يقدّمه؟!.

النقد الفني هو قراءة واكتشاف، تحليل وتقييم للأعمال الفنية المنجزة، ووضع الملاحظات عليها بطريقة أدبية من دون أن تزعج الفنان أو تجرح شعوره، وهنا علينا أن نستخدم العبارات اللبقة والمصطلحات الأكاديمية الفنية، عن معرفة ودراية ويقين وخبرة كافية وخاصة عن المدارس الفنية ومقومات اللوحة التشكيلية برؤية بصرية تترجم إلى حالة الكتابة حسب ما يستشف الناقد من رؤيته للوحة، واطلاعه عليها بتمعّن وروية وتحليل دقيق.

واللوحة أو الأعمال الفنية المميزة، هي التي تغري الناقد ويرى فيها وجبة دسمة للكتابة عنها، وخاصة إذا كانت تجربة تحمل أسلوباً وبصمة فنان وله خبرته في مجال الفن التشكيلي، والناقد هو من يفتح اللوحة ومنافذها الفنية وآفاقها الواسعة وتأويلاتها ومنافذ أخرى تتعلق بالفكروالفلسفة والتاريخ وعلم الجمال وغيرها، ومع الأسف أن النقد الفني حالة ضرورية وملحة، ولكن بعض الفنانين يتحسسون منه، إلا إذا كان إيجابياً يصبّ لمصلحتهم الشخصية.. وبعيداً عن تناول أي تحليل آخر، النقد يظهرالعثرات أو الأخطاء.

 

كيف ترى الفن التشكيلي في سوريا ؟!… وهل استطاع اللحاق بفناني العالم والحداثة والمعاصرة ويصل إلى العالمية؟!.

من وجهة نظري الشخصية، هناك أسماء وصلت للحداثة وتخطّت مراحل كثيرة، وهي أسماء لامعة في التشكيل السوري وليس بصدد ذكرها الآن، استطاعت أن تصل إلى العالمية ،وهناك فنانون ما زالوا يراوحون في أماكنهم لم يتقدموا بخطوة أو ينفتحوا على الحداثة، وهم مقلدون أو ناسخون ينقلون الواقع كما هو من دون زيادة أو نقصان ولا يهتمون بالقراءات الفنية والنقدية، ولهذا تبقى آفاقهم ضيقة ومحددة.

– تشارك في الكثير من الملتقيات الفنية في سوريا وتكتب في النقد الفني، هل يمكن أن تضعنا في ضوء الملتقيات الفنية.. وما الذي تحققه للفن والفنانين التشكيليين؟!.

من خلال مشاركتي بالملتقيات الفنية وملاحظتي لها، وخبرتي واطلاعي عليها، هناك أخطاء وعثرات، لم أجد التنظيم المدروس بشكل جيد، لعدم وجود خبرة كافية، من قبل القائمين عليه وهذه الأخطاء تتكرّر من دون معالجة.

مثال: لم أجد أي حوارات فنية أو محاضرات أو احتكاك ما بين الفنانين، والبعض منهم لا يدير اللوحة إلى الجمهور لأنه ينسخ ويقلد، ويكون موقفه صعباً، وهذا دليل عدم ثقة الفنان بنفسه.

ورغم كلّ ذلك يبقى الملتقى الفني، مساحة للتنفس والرسم، وخاصة إذا كان هناك دعم معنوي ومادي.

– يوجد مواهب كثيرة من اليافعين الموهوبين والأطفال، كيف نستطيع تنميتها.. لتكون رافدة مستقبلاً للفن التشكيلي في سوريا؟.

هذه نقطة مهمة جداً من المفترض أن يكون لدينا اتحاد للفنانين التشكيليين، وصالة عرض للأعمال الفنية، ومركز للفنون التشكيلية، والذي هو عبارة عن كلية فنون مصغرة .

وإيجاد مدرسين متخصصين في كافة فروع الفن التشكيلي، وتقديم كلّ ما يلزم لهم مجاناً وإذا لم تتوفرهذه البنود تدفن جميع المواهب، وهنا يكون مقتلها.

طبعاً في السابق كلّ هذه الأمور موجودة، أما الآن فلا يوجد أي شيء من هذا القبيل ولأسباب كثيرة.

– هناك الكثير من الأعمال الفنية فقدت نتيجة الحروب والدمار، واندثرت هذه الأعمال ولم نجد لها أي نسخ ثانية أو صور محفوظة عنها، برأيك ما أهمية التوثيق والأرشفة؟.

لقد طرحت هذه المواضيع سابقاً على المسؤولين في هيئة الثقافة بالرقة، ولكن لم أجد أي استجابة حقيقية، وطرحت ضرورة إنشاء مبنى أو متحف خاص للتراث المادي واللامادي والعادات والتقاليد وغيرها، لكن من دون جدوى أيضاً، وحسب اعتقادي هذه المسائل تحتاج إلى أشخاص غيورين على بلدهم للحفاظ على التراث وعلى الحضارة التي امتدت لزمن طويل جداً لآلاف السنين حتى يومنا هذا.

– ما دور الإعلام في الثقافة والفنون وبشكل عام؟.

بالنسبة للإعلام وعلى كلّ النواحي، هو حالة ضرورية ملحة، لنقل أي نشاط وهي رسالة تقدّم للعالم بطريقة إيجابية ومثمرة، وتعطي صورة كاملة وتسلط الأضواء على حضارة البلد وثقافته.

آخر الأخبار
واشنطن تقلّص وجودها في العراق وتعيد توجيه بوصلتها نحو سوريا رحلة الاقتصاد الجديد بدأت..ماذا عن الأبواب الاستثمارية المفتوحة؟ إدارات القطاع الصناعي تجهل ضبط مسارها بما يتناغم مع الحكومة «سيبوس 2025».. منصة لانطلاقة سورية نحو الاقتصاد العالمي مذكرة تفاهم بين جامعتي حلب و"الدولية للعلوم والنهضة" الخاصة جمعية "الصنوبر" في طرطوس.. مبادرات لحماية التراث والبيئة "لصوص الكابلات" في حلب.. أزمة جديدة تهدد ما تبقى من البنية التحتية المتطوع علاء جنجارو سطر رسالة في العطاء والتضحية الصناعة الدوائية الخاصة تفتح أبواب العمل والتأهيل المعتقلون المحررون محملون بذكريات لا تحتمل.... طبيب يحارب الصدمة بالصبر والأمل جامعات سورية وعربية تلتقي لبناء مستقبل التعليم دوري الأبطال.. البطل يُثبت علو كعبه ويهزم برشلونة مونديال الشباب.. المغرب تهزم البرازيل لاعبو الريال يعودون لتشكيلة السيلسياو سينر يُتوّج بلقب دورة بكين للتنس مجموعة نارية للأولمبي في نهائيات آسيا بوابة السرعة والثقة.. ولكن من يحرّك الأموال؟ انسحاب السباعي يُشعل سباق انتخابات اتحاد الكرة مرحلة حاسمة لرجال كرتنا.. ساعة الحقيقة اقتربت وديباجة التبرير مرفوضة الشطرنجي مازن الفندي مُهنّأً من وزير الرياضة والشباب