بين جريمة كنيسة “مار إلياس” والتصيّد بها.. الاستثمارُ في الدم!

افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير نور الدين الإسماعيل:

هزّت سوريا، مساء أمس الأحد، جريمةٌ مدانةٌ؛ استهدفت مدنيين في كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بدمشق، وتسببت بمقتل 22 شخصاً وإصابة 59 آخرين، ودمار واسع في المكان.
تلك الجريمة قوبلت برفض واستنكار محليّ وعربيّ ودوليّ، لكن الأهم فيها كان التماسك الاجتماعي والترابط بين مكونات المجتمع السوري الواحد، بغض النظر عن الانتماء، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يشكّل بارقة أمل للوصول إلى سوريا واحدة موحدة بكل أطيافها، ولأن الجريمة -أساساً- تستهدف مجتمعاً هشّاً مُنهَكاً؛ يحاول النهوض مجدداً باحثاً عن الحياة.
لم يكن الرفض والاستنكار لأنها استهدفت طائفةً بعينها أو فئةً هي من أساس مكونات المجتمع السوري، ولكن لأنها كانت ضد الإنسان وكرامته وحريته في الحياة؛ آمناً في بلاده، وممارسة طقوسه بحرية مطلقة.
دوافع الجريمة وخلفيتها سياسية بحتة، حتى وإن ارتفعت شعارات أخرى أو حاول البعض ترويجها على أنها دينية أو طائفية، لأنه -وبكل بساطة- لا يوجد دين سماوي أو شرعٌ على وجه الأرض يبيح قتل الأبرياء والآمنين في دور عبادتهم، ومن بينهم نساء وأطفال وشيوخ.
البحث عن المستفيد قد يقود للجهة المخططة، لكن في الحالة السورية المستفيدون كثر، ولن أسمي جهةً بعينها، فذلك من مهمة رجال الأمن ووزارة الداخلية بعد إجراء التحقيقات، ولكن يمكن القول: إن كل من له مصلحة في إفشال محاولات النهوض في سوريا، وعرقلة عجلة الحياة لإحراج الدولة السورية الناشئة، وإظهار ضعفها وعجزها، يمكن أن يكون هو المتهم.
لكن المشكلة الكبرى، التي ظهرت بعد وقوع الجريمة، هي محاولات البعض استغلال ما جرى، والتصيّد في دماء ضحايا الجريمة لشيطنة الدولة وإظهارها على أنها المتسبب، وأنه لولا تحرير دمشق من النظام المخلوع، ووصول القيادة الجديدة إلى السلطة لما وقعت الجريمة، وهذا اتهام ساذجٌ ومبنيٌّ على أحقاد غير مسوغة، لأن مثل هذه التفجيرات حدثت وتحدث في دول قوية مثل: تركيا ودول أوروبية وحتى في الولايات المتحدة، من دون أن تتمكن استخبارات تلك الدول من منع وقوعها.
آخرون بدؤوا بالبحث عن حوادث جرت في وقت سابق، والربط معها، وتحميل السلطة المسؤولية، على الرغم من أنها مطالبة بضبط أكثر للخطاب الشعبي والتصرفات الفردية، لكن- بكل تأكيد- إن ما جرى ليس مرتبطاً بتلك الأحداث، فهو جريمة سياسية بامتياز؛ هدفها تقويض السلم الأهلي، وتماسك المجتمع السوري ومنعه من التعافي.
لنكن على قدرٍ من المسؤولية الأخلاقية والوطنية، فثمنُ الكلمة من دم في هذا البلد المُنهَك، واليوم كل ما يطلبه السوري هو حياةٌ كريمةٌ له ولأطفاله، فقد ارتوت هذه الأرض من دماء السوريين، وحان الوقت لكي ننهض من بين الركام لإعادة البناء.

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب