تعزيز معادلة الردّ الإستراتيجي الفاعل

اتضح بما لا لبس فيه أن “إسرائيل” مدعومة أميركياً وبواسطة عملائها من ” مجاهدي خلق ” هي التي قامت باغتيال أبرز وأهم عالم نووي إيراني هو الشهيد محسن فخري زادة وثبت أن أسلحة الغدر صنعت في الكيان الإرهابي العبري الذي اعتاد على قتل العلماء ظناً منه بأنه سيعرقل إيران من الاستمرار في مسيرتها.

وكلنا يتذكر ما قاله نتنياهو علناً وعلى الشاشات عن العالم الإيراني قبل سنتين:

” تذكروا هذا الاسم جيداً ” وهو أوقح تهديد شهده العالم في الفترة الأخيرة.

والسؤال الذي يفرض نفسه على إيران والعالم هو: أية تداعيات ستكون لهذه الجريمة وكيف ستردّ إيران، خاصة أنّ المنطقة والعالم يمرّان في مرحلة حساسة ودقيقة في ظلّ ما يمكن تسميته متغيرات انتقال السلطة في الولايات المتحدة الأميركية وتحوّلات العلاقات بين «إسرائيل» وبعض الدول العربية في سياق ما يُسمّى «التطبيع».

لا شك أن هذه الجريمة تشكل خرقاً أمنياً كبيراً استلزم قدرات استخباريّة لا تملكها إلا الدول المحترفة لعمليات “إرهاب الدولة”، ولقد اكتشف الفاعل ثغرة ما في المنظومة الأمنيّة الداخليّة في إيران واستغلها واستطاع أن ينفد منها، وهذا ما يتطلب من إيران البحث في الثغرة التي نفذوا منها ومعالجتها لمنع تكرارها.

أما في تداعيات الردّ على الجريمة، فإن المرتكب وضع إيران أمام أمرين فإما أن تتقبّل الضربة منتظرة بايدن لتعالج معه الملف النووي ولا تردّ حتى لا تتطور الأمور إلى حرب شاملة، أو أن تردّ مدعومة بمحور المقاومة، وهذا ما سيدفع أميركا إلى الردّ وصياغة مسرح ميدانيّ يقطع الطريق على بايدن ويمنعه من تنفيذ خطته في إعادة إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات.

لكن إيران تعلم أن عدوها شرس ووقح وسيفسر ترددها بأنه ضعف فيزيد من التصعيد، ومن الطبيعي في هذه الحالة أن يزيد من عملياته واغتيالاته وتحرشاته بمحور المقاومة سواء في سورية ولبنان أو إيران التي يجب ان تتعامل بالتنسيق مع محورها ومع هذه الحقائق وتكون على أهبة الاستعداد للرد على أي اعتداء.

لقد جربت إيران مسار التفاوض لرفع العقوبات ولم تحصل على نتيجة مرضية، وعليها الآن أن تجرّب مساراً آخر، ولهذا قررت عبر مؤسساتها السياسية السعي لرفع العقوبات في مهلة 3 أشهر، وبعدها من حقها أن تتنصل من التزاماتها في الاتفاق النووي وترفع مستوى التخصيب الى 20% وتوقف التعاون مع وكالة الطاقة الذرية الدولية، ولهذا قررت الامتناع عن استقبال مفتشي الطاقة.

أما الردّ فقد أصبح حتمياً بل سيكون موجعاً ومن طبيعة مركبة لحماية علمائها والانتقام والثأر، وكذلك ترميم الندوب التي أحدثها الاغتيال، و لتعطي درسآ ” لإسرائيل ” أنّ في بنيتها الأمنية أيضاً ثغرات يمكن النفاد منها والقيام بعمليات نوعية.

أما التخوف من الحرب الشاملة التي ستطال العديد من الدول، فإن محور العدوان ليس جاهزاً لها بل ولا يستطيع المغامرة بالدول التابعة له، خصوصاً وأنها ستكون حرباً خلافاً لسابقاتها، بل ستكون لا متماثلة ولا يقوى معسكر العدوان على مجاراة محور المقاومة فيها.

إن الفرصة كبيرة أمام إيران لتقوم برد يعزز معادلة الردّ الاستراتيجي الفاعل الذي يحمي محور المقاومة وجوداً ودوراً ومصالحاً ويحسن الركن الداخلي والمنظومة الأمنية وسياسي لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته حيال كيان مارق، وعسكري أمني تختار إيران زمانه ومكانه وأسلوبه ليأتي موجعاً لـ “إسرائيل” ويمنعها من تكرار مثل هذه العمليات،

وإن غداً لناظره قريب.

معاً على الطريق – د. عبد الحميد دشتي

آخر الأخبار
جمود عقاري في طرطوس.. واتجاه نحو الاستثمار في الذهب كملاذ آمن محافظ دمشق: العدالة أساس الدولة الجديدة والمرسوم 66 قيد المراجعة التشريعية اللجنة العليا للانتخابات تحدّد موعد الاقتراع في تل أبيض ورأس العين "التعليم العالي" تعلن متابعتها مطالب طلاب كلية الحقوق في جامعة دمشق البكور: السويداء تتلقى القوافل دون انقطاع وصرف الرواتب مستمر باراك: سوريا ولبنان القطعتان التاليتان في مسار السلام بالشرق الأوسط استعادة الثقة من خلال مصالحة ضريبية ومنظومة إلكترونية للجباية "فتح سجل الفروغ" انفراجة تُنهي سنوات من النزاع انتخابات اتحاد كرة القدم مهددة بالتزكية ! هل يأتي الأفضل أم يستمر العبث ؟ نقطة تحول لبناء جسور التعاون الاقتصادي السوري - الأميركي "الجوال".. أدة ذكية أم سجن رقمي كيف نحقق التوازن؟ افتتاح مراكز جديدة لتعزيز الخدمات الطبية في ريف إدلب كيف نحسن فهم عواطفنا في عالم مليء بالاضطراب؟ هل تستحق تفاصيل حياتنا اليومية أن تسجّل؟ قبل تصفيات آسيا للناشئين.. المصطفى: هدفنا المحافظة على لقب غرب آسيا مجلس الشعب المنتظر.. هل ينجح في تحقيق طموحات الشعب؟ اليوم بناء وغداً غناء الأطعمة المكشوفة في حلب.. سمومٌ غير مرئية تهدّد حياة الفقراء المغرب تصنع التاريخ وتتوّج بكأس العالم للشباب خسارة مفاجئة لليوفي والصدارة لميلان