ينتظر طلاب الضواحي ما يقارب الساعة، تزيد قليلاً أو تنقص، للتوجه إلى جامعاتهم ومعاهدهم، وإن أسعفهم الحظ وتوفرت وسائل النقل العامة، يصلون إلى كراجات مناطقهم، ليبدؤوا معاناة انتظار جديدة، فيصلون إلى دوامهم متعبين وجزء من أعصابهم أتلف على أرصفة الانتظار.
في أيام الدوام العادية حيث لا امتحان ولا مذاكرات يبدو الأمر لهم ولأهاليهم أقل أثراً، لكن في هذه الأيام حيث بدأت المذاكرات والاختبارات العملية فقد أصبح التأخير هاجساً يقلق الآباء والأمهات، الذين ينتظرون أن تسير رحلة التعليم بيسر وسرعة نحو التخرج، ليس فقط لتذوق فرحة النجاح، وإنما للتخلص من أعباء تكلفة التعليم التي لم يعودوا قادرين على تأمينها إلا بالصعوبات البالغة.
إن طلاب وطالبات الضواحي اليوم ومع اقتراب الامتحانات وازدياد الإصابات بكورونا، يحتاجون اهتماماً خاصاً لتأمين وسائل نقل جماعية لهم، وإن كانت قلة السرافيس بسبب عدم توفر المازوت لم لا تؤمن الجهة المسؤولة عن النقل المازوت لها، وإن كانت تؤمنها وهم يبيعونها كما يشاع لم لا تحاسبهم وتسحب الموافقة على خط النقل الذي حصلوا عليه؟!.
إن ترك الطلاب يعانون في أبسط أمور دراستهم وهو الوصول إلى جامعاتهم ومعاهدهم، فسيدخل اليأس إلى قلوبهم باكراً من حياة كريمة، ويجعلهم يخسرون فرحة أهم مرحلة في حياتهم وهي الحياة الجامعية، بعد معركة تحدٍ مع البكالوريا، وليس غريباً أن نجد طالبة أو طالباً نال أعلى العلامات في البكالوريا العلمي ودخل الطب والصيدلة والاقتصاد وإدارة الأعمال وغيرها من الاختصاصات المهمة التي نحن بأمس الحاجة إليها، يتأفف ويفكر بالهجرة باكراً بسبب معاناته ومعاناة أهله.
إذا كانت الحكومة ترى في طلاب وطالبات الجامعات مستقبل الوطن وبناته، فعليها أن لاتترك هذا المستقبل مشتتاً على أرصفة الانتظار ومن لحظة استيقاظه وانطلاقه للدراسة والتحصيل.
عين المجتمع- لينا ديوب