لايختلف اثنان أن ما تحمّله الشعب السوري خلال السنوات العشرالأخيرة كان كبيراً، ولاشك أنهم اجتمعوا معاً ليثبتوا أنهم مؤهلون وقادرون على قهر المستحيل.
فكانت مسيرة العمل والعطاء عنواناً عريضاً للسوريين الذين لم يعرفوا التوقف في أصعب الأيام وأحلكها.
اليوم ونحن نمر بجائحة كورونا التي غزت العالم نكتشف أن ثمة أموراً جديدة دخلت حياتنا، حقيبتنا الصغيرة تلازمنا طوال اليوم ممتلئة بالكمامات والمعقمات، مع كل خطوة نخطوها نحاول أن لا نستخدم أيدينا… نطلب فنجان قهوتنا الذي اعتدنا أن نرتشفه بحب، لكننا هذه المرة نخاف أن يكون ملوثاً، فيضيع استمتاعنا به ونحن مشغولون بتعقيم حوافه.
ومع ذلك كله فتجربة العمل في زمن كورونا لا تشبه غيرها، ففي كل مكان على هذه الأرض المقدسة تجد حصاداً معطراً بعرق فلاح أو عامل، ترى أيادي شقت دروباً من العمل المستمر والدؤوب.
يتساءل البعض ماذا فعل بنا كورونا؟ هل أفقدنا محبينا؟ هل أوصلنا لأن نشعر بأن التهديد الوجودي شعور يتغلغل في أعماقنا؟! أم علمنا أن أشياء كثيرة كانت بمثابة روح الحياة، و لم نقدر وجودها إلا حينما افتقدناها!.
لاشك أن كورونا فرض اختلافات لاحظناها جميعاً، ومع ذلك مسيرة العمل لدينا مستمرة، فبالأمس القريب كنا نعمل كخلية نحل في أيامنا الثقافية وفي أعمال تطوعية وفي مهرجانات هنا وهناك .. وغداً سنبقى كذلك، لن تضعفنا الحروب، ولن تجعلنا الكورونا يائسين، بل سنقبل على عامنا الجديد وكلنا أمل بأن القادم أجمل … سنصنع الفرح بأرواحنا، والعمل والعطاء بأيدينا مورداً لا ينضب للنهوض والبناء المتواصل.
رؤية – عمار النعمة
السابق
التالي