ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
إطلاق قرض وطني للمؤسسة الوطنية للتمويل الصغير، يُمنح لأحد أفراد أسرة الشهيد، سيسهم في توليد مصدر دخل لأسر الشهداء، وتحفظ لهم كرامتهم، وهو واجب وطني بامتياز، إلا أن مبلغ القرض المحدد بخمسمئة ألف ليرة سورية يحتاج إلى إعادة نظر وتمعن فيه، لأن هذا المبلغ مع ارتفاع الأسعار لا يلبي الحاجة التي أُحدث من أجلها هذا القرض، ولا يُمكّن المستثمر من القيام بمشروع قادر على الاستمرار، ومن ثم يمكن أن يتلاشى بعد فترة من الزمن، ويؤدي إلى إعسار المقترض والدخول في دوامة التسديد.
فرصة يجب أن نعزز لها سبل النجاح، نظراً لأهميتها الوطنية والاجتماعية والإنسانية، وتطرح أيضاً تساؤلات عن المبادرات الأهلية الغائبة تجاه حماة الوطن، الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل وطنهم وأهلهم، وحموا الوطن من الإرهاب الوافد إلى بلدنا الآمن.
وهنا لابد من أن يكون هناك مبادرات أخرى ترعاها جهات أهلية، تقدم مبادرات أخرى في ذات الاتجاه، وهو لا يمنع أن نعمل على إنجاح هذه التجربة، واعتبارها نواة لعمل وطني وبجهد يقدر ويحسب لمن فكر فيه وقدم له، إضافة إلى أن هذا العمل الخير لابد أن يعاد النظر في حيثياته من حيث فترات سماح أطول في تسديد القروض مع رفع سقفه إلى الحدود التي تسمح للمستهدف من القرض بالقيام بتأسيس عمل منتج يصب في النهاية في مصلحة الاقتصاد الوطني، ويؤسس لعمل اجتماعي منتج، نحن بحاجة له، ليس فقط لأسر الشهداء، ولكن أيضاً للأسر المتضررة نتيجة الإرهاب، الذي هجّر أسراً كثيرة، وأخرج الكثير من دائرة العمل المنتج إلى دائرة تلقي المساعدات، التي يجب أن يُفَكّر فيها أيضاً خدمة للمجتمع وتأسيساً على ما تم إنجازه حتى الآن.