وعلى الباغي تدور الدوائر.. موقف تركيا من العدوان على سورية حرم إسطنبول من استضافة أولمبياد 2020 … تزايد الاحتجاجات على استضافة قطر كأس العالم 2022 رغم مليارات الرشاوى..
ثورة أون لاين:
أرادوا أن يعطّلوا الحياة في سورية فاستمرت رغم أنوفهم وبدؤوا هم أنفسهم يدفعون ثمن إجرامهم، فهناك على شواطئ الخليج العربي «كروش منتفخة» أزيحت عن السلطة،وفي بلاد الأناضول لا يعرف ذلك المتغطرس العثماني الجديد أين يضع قدمه أو أين يخبّئ وجهه، وفي الغرب يبحث من يعتقد نفسه سيّد العالم عن مخرج يحفظ ماء وجهه، أما سورية، بلدنا التي نفتخر بأننا أبناؤها وبأننا ننعم بشمسها وبخيرها، فمنها وفيها ترتسم معالم وملامح النظام العالمي الجديد ..
لن نتجه إلى التحليل السياسي أو قراءة التوقعات بالنسبة للمنطقة ولكن سنكمل ما قد نشرناه في تحقيق سابق تحت عنوان «حتى الرياضة لم تسلم من إرهابهم» لنقلب الحديث على وجهه الآخر وهو كيف انعكس الوضع في سورية على رياضة تلك البلدان التي حاول حكامها قتل الحياة بكل أشكالها في سورية، فإضافة إلى الفشل الذي كان مصير محاولاتهم فقد دارت عليهم الدوائر، وقطر التي تغنّت طويلاً بفوزها بتنظيم كأس العالم 2022 تجد نفسها تحت ضغط حقيقي رغم مليارات الرشاوى التي دفعتها، وتركيا التي سلمت مقاليدها للمتغطرس أردوغان ها هو الأخير وقد عاد يوم السبت 7/9/2013 من بوينس آيرس ومدينة اسطنبول خسرت سباقها نحو استضافة دورة الألعاب الأولمبية 2020 مع أن أردوغان شخصياً ذهب مع وفد بلاده ليدعم موقف مدينته لكن عبثاً..
والذي به شوكةٌ
قبل أيام قليلة من التصويت على ملفّ المدينة التي ستحظى بشرف تنظيم دورة الألعاب الأولمبية عام 2020 ركّزت الأوساط التركية ووسائل الإعلام التابعة لحكومة أردوغان على أن الأوضاع في سورية لن تؤثر على حظوظ اسطنبول في الفوز بهذا السباق، وأن الخطوات التي قام بها أردوغان ستكون كفيلة بإعطاء اسطنبول الأفضلية على مدريد وطوكيو اللتين تنافسان اسطنبول على هذا الملفّ، ولكن حديثهم في هذا الصدد كان كمن في مؤخرته شوكة حيث قلّل رئيس ملف اسطنبول حسن أرارات من تأثير الوضع في سورية على أصوات أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية وقلل من تأثير التدخل العسكري المحتمل في سورية حسب قوله وفق وكالة الأنباء الإسبانية، ومجرد الحديث في ملفّ رياضي عن هذا الأمر فهذا يعني ويؤكد عمق التورط التركي في سورية والذي لم يعد بحاجة لأدلة وبراهين..
قبل التصويت..
شهدت ساحة فندق هيلتون في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس الذي احتضن عملية الاقتراع لاختيار المدينة التي ستنظّم هذا الأولمبياد تظاهر المئات من الأتراك والمنظمات والهيئات ضدّ ترشّح مدينة اسطنبول وحكومة أردوغان لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية، وقد حمل المتظاهرون لافتات تندد بموقف أردوغان من الحرب على سورية وبإجراءاته التعسفية ضد الأقليات في تركيا، وعادت وكالة الصحافة الإسبانية لتنقل حالة الإحباط التي أصابت أبناء اسطنبول الذين احتشدوا في الساحات العامة أمام شاشات عملاقة يتابعون عملية الاقتراع بعد خسارة مدينتهم أمام طوكيو اليابانية، ورصدت الوكالة بعض ردود الفعل على هذا الموضوع حيث نقلت عن أحد قراء منتدى صحيفة «حرييت» التركية قوله: لا ننسى أن اليونانيين أسسوا دورة الألعاب الأولمبية لتعزيز السلام في العالم، بينما رجب طيب أردوغان مؤيد للحرب في سورية وفي الوقت نفسه يرغب في استضافة الألعاب الأولمبية، إنه يعيش على القمر!
يُذكر أن نتيجة التصويت على اختيار المدينة الفائزة بتنظيم الألعاب الأولمبية عام 2020 أعطى طوكيو اليابانية /60/ صوتاً مقابل/36/ فقط لاسطنبول وهما المدينتان اللتان تأهلتا للدور النهائي في هذا السباق..
وقبل ذلك..
استضافت مدينة مرسين التركية مطلع الصيف الحالي دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ال 17 وقد استغلت حكومة اردوغان هذه المناسبة الرياضية للتعبير عن حقدها على كل ما يمتّ لسورية بصلةٍ ومنها الرياضة،
حيث لعب الأتراك لعبة قذرة وسمحوا لبعض الأشخاص الموجودين على الأراضي التركية المشاركة في بطولة العالم للكاراتيه التي أقيمت في الربيع الماضي باسم سورية ورفع علم الانتداب في تلك البطولة فاحتجت سورية لدى اللجنة الأولمبية الدولية وقررت عدم المشاركة في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في مدينة مرسين التركية فاضطرت اللجنة الأولمبية التركية إلى تقديم اعتذار رسمي لمثيلتها السورية عبر رئيسها آغور إيردينير والذي تعهّد بعدم تكرار ما حدث فعادت الرياضة السورية إلى هذه الدورة عبر ألعاب « الفروسية – المصارعة الحرة – الملاكمة – ألعاب القوى – الكاراتيه – الرماية – الجمباز – رفع الأثقال – الدراجات» وفيها حقق الربّاع السوري عهد جغيلي ميداليتين فضيتين في رفعتي الخطف والنتر بوزن 105 كغ، والأجمل من ذلك أن العلم العربي السوري بنجمتيه الخضراوين رُفع في سماء المدينة الرياضية في مرسين ومرّ من أمام المنصة الرئيسية التي جلس عليها أردوغان وقلع عين كل من أراد له أن يتوقف عن الخفقان..
لقد اشتروا المونديال!
أما دولة النفط والبطون المنتفخة والتي طبّلت وزمّرت لفوزها باستضافة نهائيات كأس العالم بكرة القدم عام 2022 فقد وجدت نفسها وبعد أيام قليلة من إعلان فوزها بهذه الاستضافة تحت ضغط اتهامات كثيرة بالرشوة من أجل كسب هذا الرهان..
لا نضع أي شيء على ذمّتنا حتى لا يقال إننا ضد قطر بالمطلق، وسأحاول اختصار ما نقله موقع الكتروني « موقع شبوة نت» عن مجلة «فرانس فوتبول»الفرنسية مطلع هذا العام وسأقتطف منه بعض العبارات كما جاءت في المنشور في الموقع المذكور نقلاً عن المجلة الفرنسية، وارتكزت المجلة الفرنسية – حسب الموقع – في ادعاءاتها على رسالة الكترونية قال فيها أمين عام الاتحاد الدولي لكرة القدم الفرنسي جيروم فالك: لقد اشتروا مونديال 2022.
وسبق لصحيفة «صنداي تايمز»البريطانية أن ادعت قيام قطر بدفع رشاوى ما دفع إلى تشكيل لجنة تحقيق بريطانية برلمانية للبحث في القضية.
واستندت الصحيفة البريطانية حينها إلى نفس الرسالة التي بعثها فالك الى رئيس اتحاد الكونكاكاف السابق جاك وورنر يتهم فيها الأول قطر بشراء مونديال2022
وجاء في أحد مقاطع الرسالة: لا أدري لماذا ترشّح بن همام لخوض الانتخابات؟ هل فعلاً يدرك أن لديه الحظوظ أم أنه يعتقد بأنه يستطيع شراء الفيفا كما اشترت بلاده كأس العالم؟
ونتابع اقتباسنا
وأشارت المجلة إلى أن قطر أنفقت في2010 مبلغ 1.25 مليون دولار من أجل رعاية الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي من أجل الحصول على أصوات أعضائه الأربعة في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي.
وقالت المجلة إن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي أقنع مواطنه رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم مشيال بلاتيني بالتصويت لمصلحة قطر لأسباب «جيوسياسية»، وقد اجتمع الرجلان في 23 تشرين الثاني 2010 بالشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر آنذاك للبحث بالاستثمارات القطرية المستقبلية في الكرة الفرنسية، وذلك بوجود سيباستيان بازان، ممثل «كولوني كابيتال» المالكة حينها لباريس سان جرمان الذي كان يمر بأزمة مالية صعبة، وفي2011 قامت شركة قطر للاستثمارات بشراء 70 بالمئة من أسهم نادي باريس سان جرمان، وقد استثمر القطريون بشكل كبير في الكرة الفرنسية.
والشكاوى مستمرة..
لا نؤكد ولا ننفي ما تقدّم من معلومات، ولكن المنطق يقول إن المناخ الصيفي القاسي من حيث الرطوبة ودرجة الحرارة المرتفعة لا يساعد المنتخبات التي ستشارك في نهائيات كأس العالم على تقديم المستوى الفني المنتظر، ولا تحفّز الجمهور الكروي على الحضور، وإن كانت تعهدات قطر بتكييف ملاعبها تحلّ مشكلة اللعب تحت درجات حرارة كبيرة فهل بإمكانها أن تكيّف شوارعها التي ستشهد حركة غير عادية أثناء المونديال؟
الراغبون بمساعدة قطر على الاستمرار باستضافة نهائيات كأس العالم اقترحوا أن تقام النهائيات العالمية شتاء لكن هذا الاقتراح جوبه برفض كبير من معظم الاتحادات الكروية في العالم لأنها تنظّم بطولاتها ومسابقاتها المحلية في فصل الشتاء وقد اعتدنا أن تقام النهائيات العالمية صيفاً.
هناك الكثير من الاقتراحات بسحب تنظيم كأس العالم 2022 من قطر لكن يبدو أن الدولارات ما زالت قادرة على منع الكثيرين من مصارحة أنفسهم..
عن صحيفة الثورة- غانم محمد