علماء دين ومواطنون: كلمة الرئيس الأسد منهج عمل فكري واجتماعي علينا العمل على تنفيذه


الثورة أون لاين- حسين صقر:
انطلاقاً من الدور المهم الذي تضطلع به الأديان لتعزيز العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية، يركز السيد الرئيس بشار الأسد على قيم الدين الإسلامي الحنيف الذي يجب أن يمارس دوره على أكمل وجه في ترسيخ القيم والمبادئ الصحيحة القائمة على المحبة والتسامح، بهدف خلق مجتمع متنوع اجتماعياً وثقافياً، وهذا ما أكده سيادته خلال كلمته الأخيرة في جامع العثمان بدمشق، وذلك خلال الاجتماع الدوري الموسع الذي عقدته وزارة الأوقاف للسادة العلماء والعالمات.
“الثورة” التقت مجموعة من المربين وعلماء الدين والمثقفين الذين تحدثوا عن كيفية العمل على تنفيذ ما جاء في الكلمة كمنهج عمل نحو الفكر الصحيح والممارسة الأسرية والإنسانية.


الشيخ عادل مستو خطيب جامع الصحابة بقدسيا، ومدير الدورات العالمية بمركز الشام الإسلامي الدولي قال: تحمل المصطلحات الدينية قيمة فكرية ووجدانية عالية في سلوك المجتمعات، فالسلوك البَنَّاء للمجتمع المسلم لا بد أن يكون منبثقاً عن فهم صحيح للمصطلح الديني، منطلقاً من معاني الإسلام النقي، ان يكون منهاجاً قويماً يكفل للإنسانية تحقيق حاجاتهم ومصالحهم وكمالياتهم، فيعيش الفردُ في ظل هذا الفهم محفوظَ الكرامة، عزيزاً، كريماً، والأسرةُ مترابطةً متفاهمةً، والمجتمعُ مستقراً آمناً محصَّناً، والأمةُ مستقلةً منيعةً عن التبعية لحضارات الغرائز والشهوات.
ولأنَّ الدين في حقيقته التي أرادها الله يحمل في طياته هذه القدرة على تشكيل وعي وسلوك الإنسان، فقد استهدفه أعداء القيم والأخلاق بسهام التشويه والتحريف، واستخدموه لغير الغرض الذي دعا إليه الإسلام، مثل التعامل مع مصطلحات الجهاد والستر والعفة والحياء، ومصطلحات الفرض والمباح والمحرم والواجب، فقد أُخرجت هذه المصطلحات من دورها البَنَّاء، واستخدمها الإعلام المنحرف والأقلام الحاقدة لتشويه صورة الدين، وللتأثير على أخلاق وقيم أبناء المجتمع.
وهذا ما تستخدمه الليبرالية الحديثة من خلال أدواتها الإعلامية المتسترة تحت مصطلحات الفن والإعلام والتقدم الحضاري وغيرها، فالمطلوب من الليبرالية الحديثة كما قال السيد الرئيس “ضرب إنسانية الإنسان وفصله عن قيمه وعقائده، وعندها تسهل قيادته بالاتجاه المطلوب” ويستخدمون لهذا الفصل أسلوب تشويه المصطلحات الدينية في العقول، وتبغيضها في القلوب.
و أضاف بأن الهدف الأبرز لهذا التشويه هو الأسرة، لأن تفكيك الأسرة يعني تفكيك المجتمع، وتفكيك المجتمع يعني إضعافه وتالياً القدرة على التحكم به.
يتاجرون بالفكر..


من جهته قال الشيخ إسماعيل غزال إمام وخطيب جامع زين العابدين ورئيس قسم اللغة العربية في مركز الشام الإسلامي الدولي: أسعد السيد الرئيس بشار الأسد قلوب الملايين عندما قال في كلمته التاريخية في حرم جامع العثمان بدمشق: “جوهر الفكر هو الدين, لأنه يدخل في كل جوانب الحياة، ويكفي تخريب الفكر لتخريب المجتمعات، وهو أداة لتطوير المجتمعات”.
وأردف غزال في خضم هذه الحرب المشتعلة على بلاد التوسط والاعتدال – الشام الشريف – يُشن على هذه الأمة حروبا فكرية وعقائدية، يريدون فكراً يسوقونه ويتاجرون فيه، يريدون لهذه الأمة أن تركع لمبادئ الحضارة المزيفة التي يتخلى فيها الإنسان عن إنسانيته وقيمه وأخلاقه، فكر الفردية وعدم المسؤولية ليزرعوا التشتت واللامبالاة والأنانية في مجتمعاتنا الملتزمة بنهج الدين والأخلاق، وليجعلوا من مجتمعاتنا وأسرنا مجتمعات متفككة منسلخة عن جذور الإيمان والقيم التي أرادها الله تعالى لما وصف هذه الأمة فقال: ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”
ولما وجهنا المولى العظيم لحماية أهلنا وأسرنا من كل ما يودي بها إلى الهلاك والخسران في الدنيا والآخرة لما قال تعالى: ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”.
وأضاف لكم أرشدنا سيد الأنبياء نبينا صلى الله عليه وسلم إلى المسؤولية التي سنسأل عنها وهي تربية القيم والأخلاق في أسرنا ومجتمعاتنا لما قال: ” كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالرجل في بيته راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها”.
وأضاف غزال هذه المسؤولية هي التي جعلت التربية الإيمانية والأخلاقية والقيم والأعراف في بلادنا فخرا لنا ووساماً يوضع على صدورنا.
وتابع السيد الرئيس ليثبت أمام العالم هذا البيان العظيم لما قال: سلامة الأسرة هي أساس سلامة المجتمع، لذلك ركز الدين، على هذه الأسرة، ولذلك تحاول الليبرالية الحديثة أن تهدم الأسرة لتضرب هذه البنية الاجتماعية والنزول باتجاه الفرد”.

هي صرخة نوجهها في هذا اليوم لكل من أرادنا أن نتخلى عن ديننا و قيمنا وأخلاقنا، لا لن نقبل بالتفكك والانسلاخ عن ما تربينا عليه، لن نقبل بمخازيكم وتفلت الأخلاق ولطالما علمنا شهيد كلمة الحق الشيخ محمد عدنان الأفيوني بكلماته ونهجه كيف نسعد الناس بمشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم وبالوقوف معهم في الأزمات ومواساة الفقير واليتيم، ولكم ذكرنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول لهذه الأمة ( إن من أحبكم إلي وأدناكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً).
نعم نحن لن نتخلى عن أخلاقنا ولا عن أسرنا ولا عن تماسك مجتمعاتنا، لن تسقط راية بر الوالدين، ولا روابط المحبة والأخوة ، ولا مناهج التربوية والإيمانية ولا العادات الراقية ما بقي نفس من أنفاس حياتنا.
التقوى والإيمان..
بدوره قال الأستاذ المربي الشيخ فريز عماد: إن الإسلام دين شعّت أنوار حضارته على العالم كله، وكل مسلم يؤمن بشكل كامل بأن نور الله يملأ السنوات والأرض، وقد أرشد إلى التفكر في خلق الموجودات، كما ترشد الآية الكريمة” إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار”.
وأوضح عماد أنه في موضع آخر وكما يشير القرآن، أنه لا إكراه في الدين، وقد تبين الرشد من الغي، حيث جاء في الآية الكريمة” قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا ِ فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون”.
ولهذا نستخلص بأن هذا الدين يحث على التقوى والإيمان الراسخ بالله سبحانه وتعالى، وأن جميع الأديان ذات رسالة واحدة، وهي تدعو إلى الوحدانية والتوحيد وعبادة الله الحق.
هذا ما فهمناه من الإسلام وهذا ما أراد السيد الرئيس التأكيد عليه، بأن الإسلام يدعو إلى التسامح، لأنه ليس دين تعصب وسفك دماء، كما حاول البعض أن يحرف الدين الحنيف عن طريقه الصحيح، كما أنه دين يدعو إلى التآخي والمواساة ونبذ العنصرية، فالناس في الإسلام سواسية كأسنان المشط، ولم يحدد بأن المسلمين كأسنان المشط بل الناس جميعاً، وفاتحة الكتاب تقول: “الحمد لله رب العالمين”.. أي جميع العالمين.
لذا من الضروري قراءة تعاليم الدين بشكلها وأبعادها الحقيقية لنبذ العنف وترسيخ مبادئ السلام الاجتماعي والأسري بما يحفظ كرامة الفرد وحقوقه وتعريفه بواجباته.
جوهري للحياة..
من ناحيته قال المحامي علي سليمان إن الإيمان، بالنسبة لمليارات الناس عبر أنحاء العالم، أساس جوهري للحياة، لأن الإيمان منبع القوة في أوقات العسر، ومصدر لشعور قوي بالانتماء الجماعي، والغالبية العظمى من الناس يعيشون في وئام مع جيرانهم، أيا كانت عقيدتهم، انطلاقاً من معرفتهم بأهمية نبذ التعصب والتطرف.
وأضاف سليمان أن ما جاء في كلمة الرئيس الأسد ترجمة حقيقية بأن الإسلام هو دين التسامح والعزة والعدل والإنصاف، وقال تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين»، فالله عز وجل أمر بالقسط مع غير المسلمين المسالمين، ومن هنا يظهر لنا التسامح، وأنه دين يجمع الناس، وليس دين التخريب والفساد كما يفعل البعض تحت مسمى الإسلام، وكما جاء في الحديث الشريف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من يُحرم الرفق يحرم الخير» و«إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه»، وحتى في الجدال مع المخالف.
الصفح الجميل..
من ناحيته الأستاذ سليم صافية قال: جميعنا يعلم الفارق بين ظلمات الجاهلية وأنوار الإسلام، فالجاهلية هي تلك المرحلة من التاريخ التي لم يكن البشر قد تلقوا فيها الوحي بعد، والمقصود بالوحي هنا تلك المعرفة الصحيحة إطلاقاً (أي العلم) التي علمها الله من أجل أن يعدل كل مؤمن من أعماله ويوجهها لكي تتلاءم مع منظور النجاة الأبدية. والإسلام هو انبثاق هذا العلم الذي يقود كل المؤمنين نحو الخلاص الأبدي في الدار الآخرة.
وما جاء في كلمة الرئيس الأسد يؤكد ضرورة توجيه المصطلح نحو الفكر الصحيح، ومعرفة أبعاده الحقيقية، بعيداً عن التشدد والتطرف، حيث الطابع الفعال للخطاب القرآني وبنيته تقوم على قوة حاملة مثيرة للشعائر الدينية التي تتم بواسطتها عملية التجسيد المستمرة بالنسبة لكل إنسان.

آخر الأخبار
مياه دمشق وريفها".. بحث التعاون مع منظمة الرؤيا العالمية حمص.. الوقوف على احتياجات مشاريع المياه  دمشق.. تكريم ورحلة ترفيهية لكوادر مؤسسة المياه تعزيز أداء وكفاءة الشركات التابعة لوزارة الإسكان درعا.. إنارة طريق الكراج الشرفي حتى دوار الدلّة "اللاذقية" 1450 سلة غذائية في أسبوع أهال من درعا ينددون بالعدوان الإسرائيلي على دمشق ‏الحوكمة والاستقلالية المؤسسية في لقاء ثنائي لـ "الجهاز المركزي" و"البنك الدولي" المستشار التنفيذي الخيمي يدعو لإنشاء أحزمة سلام اقتصادية على المعابر وزير المالية: محادثاتنا في واشنطن أسفرت عن نتائج مهمة وزارة الرياضة والشباب تطوي قرارات إنهاء العقود والإجازات المأجورة لعامليها طموحاتٌ إيران الإمبريالية التي أُفشلت في سوريا تكشفها وثائق السفارة السرية خبير اقتصادي لـ"الثورة": إعادة الحقوق لأصحابها يعالج أوضاع الشركات الصناعية عمال حلب يأملون إعادة إعمار المعامل المتضررة مركز التلاسيميا بدمشق ضغط في المرضى وقلة في الدم الظاهر: نستقبل أكثر من ٦٠ حالة والمركز لا يتسع لأك... استمرار حملة إزالة البسطات العشوائية في شوارع حلب الأونروا: لم تدخل أي إمدادات إلى قطاع غزة منذ أكثر من 7 أسابيع صحة حلب تتابع سير حملة لقاح الأطفال في منبج هل سيضع فوز الليبراليين في انتخابات كندا حداً لتهديدات ترامب؟  بمبادرات أهلية تركيب 60 جهاز إنارة لشوارع دير الزور