لامس السيد الرئيس بشار الأسد بكلمته الأخيرة في جامع العثمان، شغاف القلوب وشغاف الحقيقة التي لطالما حاولت دول الغرب الاستعماري بمفاهيمها وثقافاتها المدمرة والمسمومة التي تصدرها لنا كل لحظة عبر وسائل التواصل كافة، تشويهها وطمسها واقتلاعها من جذورها.
الرئيس الأسد وفي سياق الحديث عن تحصين الوطن من كل الهجمات الخارجية، أشار إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي أن تحصين الوطن يبدأ من المنزل، أي من الأسرة بمعناها الأشمل والأوسع والأسمى، فتحصين الأبناء وأجيال الغد من الثقافات والمفاهيم المزيفة والغريبة عن قيمنا ومفاهيمنا وهويتنا يبدأ وينمو ويتجذر داخل الأسرة التي يبقى لها الدور الأساسي في تهيئة التربة الصالحة والصحية والنقية والوطنية لأبنائنا التي يمكنهم فيها ومن خلالها حماية الوطن وصونه والذود عنه أمام كل الهجمات الخارجية وبشتى أشكالها وأنواعها الفكرية والإرهابية والقيمية.
وبقدر ما تكون الأسرة محصنة بثقافتها وقيمها وهويتها الوطنية، بقدر ما يكون هناك أجيال وأفراد فاعلون ومنتجون في المجتمع وعلى قدر عال من المسؤولية الوطنية والحضارية التي تقف حصناً حصيناً بوجه كل الاختراقات التي تستهدف مجتمعنا ووطننا العظيم الذي قدم الغالي والنفيس ليحافظ على هويته وكرامته وسيادته ووحدة أبنائه.
الأسرة هي الخط المناعي والدفاعي الأول عن قيمنا وحضارتنا وهويتنا، وتحصين منازلنا وأبنائنا الذين سيحمون الوطن ويدافعون عنه في المستقبل لابد أن يبدأ منها، وتحديداً من قبل الوالدين اللذين يقع على عاتقهما تربية أبنائهما على القيم والمبادئ وحب الوطن، فالتحصين كما قال السيد الرئيس بشار الأسد هو أساس الحماية وهو أهم من الردع.
عين المجتمع – فردوس دياب