الليبرالية الجديدة التي يسوق الغرب أنها تقوم على أفكار تدعو للحرية والمساواة، وتدعو إلى حرية التعبير، وحرية الدين، والحفاظ على الحقوق المدنية، بالإضافة إلى المساواة بين الجنسين.. هذه الليبرالية الحديثة تفعل العكس تماماً.
فمن تسويق الانحلال الأخلاقي والاجتماعي تحت مبدأ الحرية، في جميع أشكالها، الدينية والاجتماعية، والمدنية، كما يدعون، وصولاً لاحقاً إلى استخدام ذاك الفرد المرتهن لأفكارهم اللاأخلاقية، في تدمير الإنسان ذاته، وتالياً تدمير الشعوب التي يناصبونها العداء.
كانت الكلمة التي ألقاها الرئيس الأسد في اللقاء الموسع الذي عقدته وزارة الأوقاف مؤخراً، وتناوله خطر الليبرالية، مرآة حقيقة لما يحاك لأمتنا ومجتمعنا من قبل الأعداء، وتحويلهم بعض الأفكار البراقة، والمفاهيم “الحضارية” إلى حصان طروادة لدخول وغزو وتدمير المجتمعات التي عجزوا عن تدميرها عسكرياً، فاستخدموا تدمير الأخلاق والعقول بوابة لتدمير المجتمعات.
تعمل الليبرالية من خلال أفكارها على فصل الفرد عن المبادئ والقيم، واعتباره بذاته شخصاً مستقلاً، الأمر الذي يؤدي إلى عزله عن إنسانيته ومحيطه ومجتمعه، وهذا يخالف تعاليم الدين الذي ركز على تعزيز الإنسانية، وهنا مكمن خطورة الليبرالية في أحد جوانبها، عزل الفرد عن محيطه، ومن ثم قيادته لاحقاً تحت اسم “الحرية” إلى المكان الذي يراد له أن يكون، فرداً هداماً مدمِّراً لمجتمعه.
في مثال بسيط على استغلال مفاهيم الحرية في سورية، ما قام ويقوم به النظام التركي، من محاولة فصل الدين عن الدولة من حيث الانتماء، حيث كرس فكرة أن الولاء هو للدين فقط، بعيداً عن الوطن والمجتمع والأسرة، فعمل من وراء تلك الأفكار إلى تشكيل جيوش من المرتزقة، يقاتل بهم أين تقتضي مصالحه الاستعمارية التوسعية، فيما الواقع يقول إن الولاء للدين يجب أن يرتبط بذات المقدار والحجم للولاء للوطن والمجتمع والأسرة.
لقد كرست الدول المعادية لسورية، مفاهيم عدة، تعتبر من حيث الشكل “حضارية”، فعملت على استغلالها أبشع استغلال في صفوف أصحاب التفكير الضيق والبسيط، لتحولهم أدوات بأيديها، وضد مجتمعهم ووطنهم، وفي كثير من الأحيان، في تشويه الدين الذي ينتمون إليه، عبر إلصاق صفة الإرهاب بالإسلام.. والإسلام منه براء.
حدث وتعليق- منذر عيد
moon.eid70@gmail.com