تشكل منظومة الإدارة الثقل الراجح في العمل الرياضي عموماً, ولعل تجلياتها تظهر في الأندية, أكثر من غيرها, لخصوصيتها في استقلاليتها النسبية من جهة, ولاتساع هامش الحركة والمبادرة فيها من جهة ثانية, فضلاً عن كون الأندية أهم حلقات السلسلة الرياضية, فهي التي تستقطب المواهب وتصقلها وتساهم في نجوميتها وتمهد لها الطريق إلى المنتخبات الوطنية.
ومما لاشك فيه أن إدارات الأندية تحتاج إلى ركيزتين أساسيتين, الطاقات البشرية والإمكانات المادية, لنجاح عملها وتفوقها وتميزها, وعندما تشح موارد هاتين الركيزتين, أو تكون في حدودها الدنيا, تبرز الحاجة الماسة للكفاءة والخبرة, وللقدرات الكبيرة لهذه الإدارات في استثمار المتاح وتوظيف الطاقات بالتوازي مع السعي الدؤوب في البحث عن روافد وموارد جديدة, وفي إسقاط هذا الكلام على واقعنا الرياضي نجده أكثر ما يصلح على الأندية الكروية, وتحديداً تلك المصنفة في الدرجة الممتازة, فكرة القدم اللعبة الوحيدة التي طرقت باب الاحتراف, وكرة السلة أيضاً ولكن بدرجة أقل,وثمة أندية تزخر بالمواهب وفي بحبوحة من أمورها المادية لكن مردود فرقها أقل بكثير من أندية أخرى تشكو الفاقة وليس لديها لاعبين من فئة النجوم, الأمر الذي يؤكد أن الإشكالية تكمن في الإدارة, وفي العمل الإداري بشكل خاص, وليس في الجانب الفني, الذي تروج هذه الإدارات لوجود خلل فيه, فتلقي باللائمة على اللاعبين تارة وعلى المدربين تارة أخرى, وتتوجه إلى المدرب, الذي يعتبر الحلقة الأضعف, فتحمله المسؤولية الكاملة, وتدفعه إلى الاستقالة, أو تقيله بنفسها؟!
إدارات! – مازن أبوشملة