النتيجة التفكك الجمعي الذي نعيشه، وتخلخل قيم الانتماء بكافة أشكالها، وليس آخرها ركوب الأمواج علها توصلهم إلى مكان يشبه المنى…!
قبل سنوات…بدا أن تلك البرامج الغنائية، المواهب، الواقع… وجميعها برامج مستنسخة، مجرد خلطة برامجية منوعة، لاهم لها سوى تسلية المشاهد، ولكن مع مرور الوقت توضح أنها استراتيجية تبنتها محطات تملك تمويلاً كبيراً، وتسعى إلى ترسيخ نمطية برامجية، تعتمد على أمرين:
الأول: ضخ برامجي مكثف ومنوع لكن ضمن النمطية البرامجية التي اعتمدتها المحطات بهدف برمجة مشاهد يعتقد للوهلة الأولى أن كل ما يبث بهدف تسليته…وقد لا ينتبه لأي تمريرات نهائياً.
الثاني: تضمين رسائلها المسمومة عبر برامج الترفيه، وهي تعتبر من أكثر الرسائل الإعلامية تأثيراً..
ربما أغلبيتنا حين نمتلك الوقت نتابع تلك البرامج وتسلينا، ولكن الفرق بين متلق وآخر.
الأثر الذي تتركه، من يدرك كنه وغاية تلك البرامج يحاول الانتباه إلى الطريقة التي تدخل فيها سمها وتخلطه بدسمها، ولكن هل يكفي امتلاكنا للوعي، ومحاولة سكب سمومهم على الأرض، ألا نحتاج إلى حائط صد، دفاعي…يضاهيها جاذبية، واحتيالاً، والأهم تمويلاً..
ولماذا حتى الآن رغم كل المحاولات الخجولة لإنشاء محطات ذات هدف ومغزى لم تتمكن تلك من ترك الأثر المرتجى الذي تمكنت الأولى بكل أهدافها المكشوفة من تركه..؟
أين الخلل..؟
لاشك أن هناك أشلاء لما يسمى ازدواجية الهدف، بهموم بشر ارتضوا أن تكون قيمهم ومثلهم فوق أي اعتبار، ولكن عندما تطول المعاناة، ويفقد الصبر ويتلاشى الأمل…
ألا تبدو فرص الإقناع أصعب بكثير مما نعتقد…؟
إذ كلما أردنا الابتعاد أو تجاهل الواقع المرتعش، تعود مفكاته وبراغيه ومختلف مفاصله التي تشكله..لتشد على كل ما فينا قائلة: ابدؤوا من هنا…!
رؤية – سعاد زاهر