الثورة أون لاين – عمار النعمة:
لا شك أن اللغة العربية ركن من أركان التنوع الثقافي للبشرية وقد ساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة .
في اليوم العالمي للغة ثمة أسئلة تطرح حول واقع اللغة العربية ودورها اليوم في ظل ما نمر به من أزمات ، وما هي التحديات التي تواجهها .
الثورة التقت الباحث الدكتور جورج جبور فقال :
اللغة العربية هي الأساس الأول للهوية العربية ، هي الصلة ، هي الوحدة ، يصعب أن تجد متحمساً للوحدة العربية إذا لم يكن متحمساً للغة العربية والعكس صحيح .
ثم إن اللغة العربية أولى في امتداد جغرافي وبشري واسع بما يعنيه ذلك من أهميتها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ، وهي لغة رسمية من لغات الأمم المتحدة أضيفت بأثر من حرب تشرين وكان حقها أن تكون في الميثاق منذ 1945. وهنا نقطة لبحث هل حاولت الدول العربية في سان فرانسيسكو أن تجعل من العربية إحدى اللغات الرسمية ؟ إن نعم ، فمن قاد ومن أيد ومن اعترض ؟
ثم ولنكن واضحين : ليست للغة العربية أهمية خاصة في مجال العلوم ولاسيما منها تلك المتطورة بسرعة ، ذلك نقص واضح .
واقع لغات العالم كلها يتراجع أمام تقدم الانجليزية التي هي الآن لغة النخب الدولية ، تلك نقطة لابد من الاعتراف بها سواء أحببنا ذلك أم لم نحبه ، تحاول الفرنسية أن تنافس ولا تستطيع إلا أن أحداً لن ينكر الجهد الفرنسي في ما يدعوه فرنسيون كثر ب ‘ حرب اللغات ‘.
استخدم الرئيس شيراك التعبير الصريح — وأقصد حرب اللغات – حين انسحب من اجتماع ضم عدداً من الرؤساء الأوروبيين عام 2006 حيت تكلم بالانجليزية مسؤول فرنسي كبير في الاتحاد الأوروبي .
العربية تعاني من صلف الانجليزية والفرنسية وغيرهما فيهجرها أبناؤها . ذلك مؤسف ، وعلاجه ليس سهلاً .
إلا أن ثمة عامل قوة في اللغة العربية هي أنها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم ، ليس بين لغة أخرى وبين أي ديانة عالمية من صلة كتلك التي بين الإسلام وبين اللغة العربية، يصح القول هنا أنه لا يصح إسلام المسلم إلا إذا عرف وربما أتقن العربية ، حين اختيرت القاهرة عاصمة للثقافة العربية عام 1996 قرأت تعقيباً على بحث لرئيس مجمع اللغة العربية الأردني ، طالبت بأن تذكر العربية في دساتير دول منظمة المؤتمر – الآن التعاون الإسلامي لغة ثانية . أقر الطلب ، تعدت وزارة الثقافة المصرية المتابعة ، هو مطلب حق مستمر .
ولفت د.جبور أنه على سورية مهام خاصة بشأن اللغة العربية ، مهام ناجمة عن شعور ذاتي عبر عن نفسه بإنشاء اول مجمع للغة العربية في البلاد العربية ، هي أيضاً مهام ناجمة عن التوجه العربي نحو الوحدة ثم ينبغي أن نتذكر وأن نذكر أن اليوم الذي من أجل الحفاوة به تخط هذه الكلمات إنما انطلقت فكرته من سورية من إحدى معاقل الفكر في سورية إلا وهي جامعة حلب ، كان ذلك في 15 آذار 2006 ضمن مؤتمر احتضنته الجامعة عن اللغات .
صحيح أن الموعد الذي اقترحته سورية رسمياً لم يكن حظه القبول من الكل وصحيح أيضاً أن الموعد الذي أدعو إليه وهو المرتبط بالمتنبي لا تحتفي به حتى الآن إلا بعض شرائح ثقافية سورية ، إلا أن من واجبنا تجاه أنفسنا ومن واجب اليونسكو ومعها العالم أن نذكر ونذكر بأن فكرة إحداث يوم للغة العربية إنما هي فكرة سورية ، وأشكر جريدة الثورة لأنها حملت لواء التعريف بهذه الحقيقة منذ عام 2006 وإلى الآن .
من حلب انطلقت فكرة يوم للغة العربية .
أتمنى من الجميع الحديث عن ذلك في
سورية وخارجها لنصل إلى اليونسكو