ضعف دورينا الكروي حالة مزمنة، والضعف هنا لا يقتصر على الجانب الفني فحسب وإن كان الأهم، بل يشمل جوانب أخرى متعددة، كالتنظيم والإدارة والنواحي اللوجستية المتعلقة بالملاعب وأرضيتها ومرافقها، والافتقار إلى التقنيات في التحكيم والنقل التلفزيوني وغيرها الكثير؟!.
سلسلة طويلة من الأسباب مترابطة فيما بينها، لا يمكن فصل حلقة عن حلقة أخرى، ولا بد من أن تكون المعالجة جذرية وشاملة وعدم الاكتفاء بجانب واحد فقط، ولا بأس إن كانت البداية من الأندية التي تتحمل المسؤولية الكبرى عن الواقع الكروي الذي أقل ما يقال عنه إنه دون الحد الأدنى ؟!.
حقيقةً ليس هذا هو المستوى الفني الذي ننتظره ونطمح له، نستحق دوريا أقوى بمراحل، من ناحية عدد اللاعبين الموهوبين وعدد الأندية.
ولا يعني إن كان الدوري لا يحسم إلا في آخر مباراة فيه أنه قوي ومتكامل ؟! لدينا خلل فني كبير وهذا ناتج عن خلل إداري أكبر.
ربما استقطب دورينا هذا الموسم بعض الأسماء المحلية القوية والكبيرة، لكن الأداء الفني داخل المستطيل الأخضر عندما نأتي لتصنيفه ما بين الممتاز إلى الضعيف سنقول إنه مقبول، نظراً لعدم وجود الاستقرار الفني في أغلب الأندية، فالعديد من المدربين تم تغييرهم لسبب مقنع أو لغير ذلك، وكذلك بعض التغييرات على مستوى اللاعبين، حيث أن عقد اللاعب في دورينا لا يتجاوز عاماً واحداً وهذه مشكلة كبيرة هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن الانتقاء الخاطئ من قبل إدارات الأندية يعود لسوء التخطيط والعمل منذ بداية الموسم، ولو أن كل إدارة عملت بحرفية وتحرت الدقة والموضوعية في اختيار لاعبيها وطواقمها الفنية والإدارية، لما عانت أنديتنا ما تعانيه في موسمها الكروي في جوانب عديدة أهمها الجانب الفني داخل المستطيل الأخضر، ناهيك عن أن بعض الأندية التي لا تملك مقراً ولا ملعباً؟! وثمة ملاحظة دقيقة تتعلق بالجانب البدني للاعبين، كان مدرب منتخبنا أشار إليها، تتلخص في انخفاض المردود البدني للاعبين، بسبب إهمال الأندية هذا الجانب في العملية التدريبية، فمعدل اللعب الفعال في دورينا لا يتجاوز شوطاً واحداً فقط “٤٥” دقيقة، حسب الاحصائيات، كما أن متوسط الجري أيضاً يسجل أرقاماً ضعيفة، حيث يركض لاعبنا بمعدل “٤-٥” كيلو متر كحد أقصى، في حين أن معدل جري اللاعب في أوروبا “١٢” كيلو متراً؟!.
نأمل أن تعي إدارات الأندية أن مفتاح الحل بيدها، فعندما تكون الأندية بخير فإن الدوري سيكون على ما يرام، وستكون كرتنا الوطنية على مستوى المنتخبات بين عمالقة القارة الصفراء.
مابين السطور – سومر حنيش